نام کتاب : خمسون ومائة صحابي مختلق نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 46
نفسي ذلك ، بل وجدتها تريد أن تتفرغ للبحث عن الأديان والمسألة عنها ، فخطر على بالي قرب الأجل ، ففكرت في ذلك ، فلما خفت من التردد والتحول ، رأيت ألاّ أتعرض لما أتخوف منه المكروه ، وأن اقتصر على عمل تشهد النفس أنَّه يوافق كلّ الأديان ، فكففت يدي عن القتل والضرب - إلى قوله - وأضمرت في نفسي ألاّ أبغي على أحد ، ولا أُكذّب بالبعث ولا القيامة ، ولا الثواب ولا العقاب ، وزايلت الأشرار بقلبي - إلى قوله - فحينئذ صار أمري إلى الرضا بحالي ، وإصلاح ما استطعت إصلاحه من عملي لَعلّي أصادف باقي أيامي زماناً أصيب فيه دليلاً على هداي وسلطاناً على نفسي وقواماً لأمري ، فأقمت على هذه الحال وانتسخت كتباً كثيرة . . ) . يوضح ما أوردنا سير ابن المقفع الفكري : شكُ « في الدين ، وترديد » في قبول أحد الأديان مع تحول من الزرادشتية إلى الإسلام في الظاهر ، ثمّ القيام بما يوافق كلّ الأديان : من كفّ اليد عن القتل والضرب ، وانتساخ كتب كثيرة . وفي قوله هذا دليل على صحة ما نسبوا إليه ، من نشره كتب الزندقة . ولعله انتهى الأمر به أخيراً إلى دين ماني الذي يجد السائل فيه جواباً ما لأسئلته عن فلسفة التكوين مع - الغنوص - الزهد في الدنيا والمعرفة كما سبق ذكره ، وكلّ ذلك يتناسب وطبيعة ابن المقفَّع من حبّ للعلم واحترام للزهد . وبذلك بلغ ما تمناه في قوله : « لعلّي أصادف باقي أيامي زمانا أصيب فيه دليلاً على هداي » . 2 - عبد الكريم بن أبي العوجاء : خال معن بن زائدة الشيباني ( 1 ) ، كان في البصرة من المشهورين
1 - في جمهرة أنساب العرب ( ص 297 ) كان من بني عمرو بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن ثعلبة ابن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل .
46
نام کتاب : خمسون ومائة صحابي مختلق نویسنده : السيد مرتضى العسكري جلد : 1 صفحه : 46