responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 34


الثياب حتى إذا برز الناس تزيأ [1] .
ويقول الرواة : إنه التقى به سفيان الثوري ، وكان الامام قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟ فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، وأدخلها في كمه فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال ( عليه السلام ) له :
" يا سفيان الخز للخلق ، والمسح للحق . . . " [2] .
لقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومن أظهر مكوناته النفسية ، ويجمع الرواة انه حينما تقلد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، ولم يقم لها أي وزن ولم يرغب في أي موكب رسمي ، وكره مظاهر العظمة التي يقيمها الناس لملوكهم .
سخاؤه :
ولم يكن شئ في الدنيا أحب إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) من الاحسان إلى الناس والبر بالفقراء ، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده واحسانه كان منها ما يلي : 1 - انه أنفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خراسان ، وذلك في يوم عرفة فأنكر عليه الفضل بن سهل ، وقال له :
" إن هذا المغرم . . . " فأجابه الامام :
" بل هو المغنم لا تحدث مغرما ما ابتغيت به أجرا وكرما " [3] .
انه ليس من المغرم في شئ صلة الفقراء والاحسان إلى الضعفاء ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وانما المغرم هو الانفاق بغير وجه مشروع كانفاق الملوك والوزراء الأموال الطائلة على المغنيين والعابثين .
2 - ووفد عليه رجل فسلم عليه ، وقال له : أنا رجل من محبيك ومحبي آبائك ، ومصدري من الحج ، وقد نفذت نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فان رأيت أن



[1] عيون أخبار الرضا 2 / 178 ، المناقب 4 / 361 .
[2] حياة الإمام محمد الجواد ( ص 39 ) .
[3] حياة الإمام محمد الجواد ( ص 40 ) .

34

نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست