responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 164


جعفر فتبسم الامام وقال :
" لا يغرنك ما سمعته منه ، فإنه سيغتالني ، والله تعالى ينتقم لي منه " [1] .
وتحقق تنبؤ الإمام ( عليه السلام ) فقد أترعت نفس المأمون بالكراهية والحسد للامام على ما وهبه الله من الفضل والعلم ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة في الاسلام ، فدس السم له ، واغتاله وبذلك فقد قضى على سليل النبوة ، ومعدن العلم والحكمة في الأرض .
مسائل ابن السكيت :
ووفد أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدورقي المعروف ب‌ ( ابن السكيت ) ، وهو من أجلاء علماء عصره على الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقدم له السؤال التالي :
" لماذا بعث الله موسى بن عمران باليد البيضاء ، وبعث عيسى بآية الطب ، وبعث محمدا بالكلام والخطب ؟ " .
فأجابه الامام بحكمة ذلك قائلا :
ان الله لما بعث موسى كان الغالب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسع القوم مثله ، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم .
وان الله بعث عيسى في وقت قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وأثبت به الحجة عليهم .
وان الله بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام [2] ، فأتاهم من عند الله من مواعظه واحكامه ما أبطل به قولهم ، وأثبت به الحجة عليهم .
وبهر ابن السكيت بعلم الامام وراح يقول :
" والله ما رأيت مثلك قط ، فما الحجة على الخلق اليوم ؟
فأجابه الامام : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه " .
وطفق ابن السكيت قائلا :



[1] عيون أخبار الرضا / 195 - 204 .
[2] قال الراوي لهذا الحديث : وأظنه كان الشعر .

164

نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست