الله عز وجل ودعواه وقالا : ( لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما أتاهما صالحا ) من النسل خلقا سويا ، بريئا من الزمانة [1] والعاهة ، وكان ما آتاهما صنفين : صنفا ذكرانا ، وصنفا إناثا ، فجعل الصنفين لله تعالى ذكره ، شركاء فيما آتاهما ، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل ، قال الله تبارك وتعالى : ( فتعالى الله عما يشركون ) [2] . س 3 - " أشهد أنك ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم : ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ) [3] . . " . ج 3 - إن إبراهيم ( عليه السلام ) وقع إلى ثلاثة أصناف : صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس ، وذلك حين خرج من السرب [4] . الذي أخفي فيه ، فلما جن عليه الليل ، فرأى الزهرة ، قال : هذا ربي ، على الانكار والاستخبار ( فلما أفل ) الكواكب ، ( قال : لا أحب الآفلين ) لان الأفول من صفات المحدث لا من صفات القدم ، ( فلما رأى القمر بازغا قال : هذا ربي ) على الانكار والاستخبار ( فلما أفل قال : لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ) ، يقول : لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين ، فلما أصبح ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر ، من الزهرة والقمر على الانكار والاستخبار لا على الاخبار والاقرار ، فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس ( يا قوم إني برئ مما تشركون أني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) وانما أراد إبراهيم بما قال : ان يبين لهم بطلان دينهم ، ويثبت عندهم ان العبادة لا لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس ، وانما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض ، وكل ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه ، كما قال عز وجل : ( وتلك حجتنا آتيناها على قومه ) س 4 - " لله درك يا بن رسول الله اخبرني عن قول إبراهيم : .
[1] الزمانة : المرض . [2] سورة الأعراف / آية 190 . [3] سورة الأنعام / آية 76 . [4] السرب : الكهف ، والبيت تحت الأرض .