" القول : قولك ، ولا إله إلا الله . . . " . والتفت الامام إلى رأس الجالوت ، فقال له : " اقبل علي ، أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران ، هل تجد في التوراة مكتوبا نبأ محمد ( صلى الله عليه وآله ) وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة اتباع راكب البعير ، يسبحون الرب جدا ، جدا ، تسبيحا جديدا في الكنايس الجدد - أراد بها المساجد - فليفزع بنو إسرائيل إليهم ، والى ملكهم ، لتطمئن قلوبهم ، فان ما بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض ، هكذا هو مكتوب في التوراة . . . " . وبهر الجالوت ، وراح يقول : " نعم انا لنجد ذلك كذلك . . " . والتفت الإمام ( عليه السلام ) إلى الجاثليق فقال له : " كيف علمك بكتاب شعيا ؟ . . . " . " اعرفه حرفا ، حرفا . . . " وخاطب الامام الجاثليق ورأس الجالوت فقال لهما : " أتعرفان هذا من كلامه : يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار ، لابسا جلابيب النور ، ورأيت راكب البعير ضوءه ضوء القمر . . " . وطفقا قائلين : " قد قال ذلك شعيا . . " . والتفت الامام إلى الجاثليق فقال له : " أتعرف قول عيسى : اني ذاهب إلى ربكم وربي ، و " البار قليطا " جاء هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له ، وهو الذي يفسر لكم كل شئ ، وهو الذي بيده فضائح الأمم ، وهو الذي يكسر عمود الكفر . . . " . وبهر الجاثليق ، وقال : " ما ذكرت شيئا من الإنجيل الا ونحن مقرون به . . " . وراح الامام يقرره ان ما ذكره ثابت في الإنجيل قائلا : " أتجد هذا في الإنجيل ثابتا ؟ . . " . " نعم . . " . " يا جاثليق : الا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ؟