فقال ( عليه السلام ) : " كلام الخالق لمخلوق ، ليس ككلام المخلوق لمخلوق ، ولا يلفظ بشق فم ولسان ، ولكن يقول : ( كن ) فكان بمشيئته ما خاطب به موسى من الأمر والنهي من غير تردد في نفس ؟ . . . " . ان كلام الله تعالى ليس بواسطة الجارحة كما في كلام الانسان ، فإنه تعالى يستحيل عليه ذلك ، إذ ليس كمثله شئ ، ولا قائل . س 2 - " ما تقول في الكتب ؟ . . . " . ج 2 - " التوراة والإنجيل والزبور ، والفرقان ، وكل كتاب انزل كان كلام الله ، أنزله للعالمين نورا وهدى ، وهي كلها محدثة ، وهي غير الله حيث يقول : ( ويحدث لهم ذكرا ) [1] وقال : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم إلا استمعوه وهم يلعبون ) [2] والله أحدث الكتب كلها التي أنزلها . . " . س 3 - " هل تفنى ؟ - أي الكتب - " . ج 3 - " أجمع المسلمون على أن ما سوى الله فان ، وما سوى الله فعل الله ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله ، ألم تسمع الناس يقولون : " رب القرآن " وان القرآن يقول يوم القيامة : " يا رب هذا فلان - وهي أعرف به منه - قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله ، فشفعني فيه " وكذلك التوراة والإنجيل والزبور وهي كلها محدثة ، مربوبة ، أحدثها من ليس كمثله شئ ، هدى لقوم يعقلون ، فمن زعم أنهن لم يزلن معه ، فقد أظهر : أن الله ليس بأول قديم ، ولا واحد ، وان الكلام لم يزل معه ، وليس له بدو ، وليس بإله . . . " . س 4 - " إنا روينا : إن الكتب كلها تجئ يوم القيامة ، والناس في صعيد واحد ، قيام لرب العالمين ، ينظرون حتى ترجع فيه ، لأنها منه ، وهي جزء منه ، فإليه تصير . " . ج 4 - " هكذا قالت النصارى في المسيح انه روحه ، جزء منه ، ويرجع فيه ، وكذلك قالت المجوس : في النار والشمس أنهما جزء منه ترجع فيه . تعالى ربنا أن يكون متجزيا أو مختلفا ، وإنما يختلف ، ويأتلف المتجزي لان كل متجزي متوهم
[1] سورة طه / آية 113 . [2] سورة البقرة / آية 21 .