responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 112


نفسها ذكرتها فردا ، فقلت : ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على آخرها ، فلم تجد لها معنى غير أنفسها ، وإذا ألفتها وجعلت منها أحرفا ، وجعلتها اسما وصفة لمعنى ، ما طلبت ، ووجه ما عنيت ، كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها ، أفهمته ؟
" نعم " . وواصل الامام حديثه في بيان معاني الحروف عند تركيبها قائلا :
" واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ، ولا حد لغير محدود ، والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال ، والوجود ولا مثال على الإحاطة ، كما تدل الحدود التي هي التربيع والتثليث ، والتسديس ، لان الله عز وجل تدرك معرفته بالصفات والأسماء ، ولا تدرك بالتحديد ، بالطول والعرض ، والقلة والكثرة ، واللون والوزن ، وما أشبه ذلك وليس يحل بالله ، وتقدس شئ من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا .
ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ، ويدرك بأسمائه ، ويستدل عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين ، ولا استماع أذن ، ولا لمس كف ، ولا إحاطة بقلب ، ولو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه ، وأسماؤه لا تدعو إليه ، والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه ، فلولا ان ذلك كذلك لكان المعبود الموحد غير الله لان صفاته وأسماءه غيره . .
أفهمت يا عمران ؟
" نعم يا سيدي زدني . . . " وواصل الامام حديثه الممتع ، وقد استولى على من حضر من العلماء والقادة ، قائلا :
" إياك وقول الجهال من أهل العمى والضلال الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب في الثواب والعقاب ، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبدا ، ولكن القوم تاهوا وعموا ، وصموا عن الحق من حيث لا يعلمون ، وذلك قوله عز وجل : ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) [1] يعني أعمى عن الحقائق الموجودة ، وقد علم ذوو الألباب ان الاستدلال على ما هناك لا



[1] سورة الإسراء : آية 72 .

112

نام کتاب : حياة الإمام الرضا ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست