وأما المنصور : الذي لم يتورع عن قتل ابن أخيه السفاح [1] ، وعمه عبد الله بن علي . وأبي مسلم . مؤسس دولته . والذي سافر سنة 148 ه . إلى الحج ، وعزم على القبض على الإمام الصادق ( ع ) ، إن كان لم يتم له ذلك [2] . والذي سمى نفسه المنصور بعد انتصاره على العلويين [3] . أما المنصور هذا . فهو أول من أوقع الفتنة بين العباسيين والعلويين [4] . وقد اعترف عندما عزم على قتل الإمام الصادق عليه السلام ، بعدد ضخم من ضحاياه من العلويين ، حيث قال : " . قتلت من ذرية فاطمة ألفا ، أو يزيدون ، وتركت سيدهم ، ومولاهم ، وإمامهم ، جعفر بن محمد . " [5] . ولقد كان هذا القول منه في حياة الإمام الصادق عليه السلام ، أي في صدر خلافة المنصور . فكيف بمن قتلهم بعد ذلك ! ! وقد ترك خزانة رؤوس ميراثا لولده المهدي ، كلها من العلويين ، وقد علق بكل رأس ورقة كتب فيها ما يستدل به على صاحبه ، ومن بينها رؤوس شيوخ ، وشبان ، وأطفال [6] .
[1] تاريخ التمدن الإسلامي المجلد الثاني جزء 4 ص 494 ، نقلا عن : نفح الطيب ج 2 ص 715 . [2] النجوم الزاهرة ج 2 ص 6 [3] التنبيه والإشراف ص 295 ، وطبيعة الدعوة العباسية ص 119 . [4] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 261 ، ومروج الذهب ج 4 ص 222 . وشرح ميمية أبي فراس ص 117 ، ومشاكلة الناس لزمانهم لليعقوبي ص 22 ، 23 . [5] شرح ميمية أبي فراس ص 159 ، والأدب في ظل التشيع ص 68 . [6] تاريخ الطبري ج 10 ص 446 ، والنزاع والتخاصم للمقريزي ص 52 ، وغير ذلك .