أفهل يمكن أن يسمح أحد لنفسه أن يصدق بأن شخصا عاقلا ، وحكيما ، كالإمام ( ع ) ، يسمح لنفسه بالإقدام على الانتحار من كثرة الأكل ؟ ! . وهل عرف عن الإمام في سابق عهده : أنه كان أكولا ، أو نهما إلى هذا الحد ؟ ! ، أي إلى حد أنه ينتهي به ذلك إلى قتل نفسه ؟ ! . أم أن الزهد والتقوى والعلم ، فضلا عن العقل والحكمة . تقضي وتحتم عليه أن يأكل هذا المقدار الهائل ، الذي من شأنه أن يودي بحياته ؟ ! . أم أن الإمام ( ع ) قد نسي ما كتبه في رسالته الذهبية ، التي كتبها للمأمون ، والتي هي من أشهر وأجل الوثائق المأثورة عنه ؟ ! . أم أنه ( ع ) لم يكن قد رأى العنب في حياته ، فأراد أن يغتنم هذه الفرصة الذهبية ، لينال أكبر قدر تصل إليه يده ؟ ! . لا . . لا هذا ، ولا ذاك . ولا ذلك . وإنما العصبية المذهبية ، والهوى الأعمى . . هما اللذان فرضا على الإمام ( ع ) أن يأكل العنب ، ويكثر منه ، ويموت هذه الميتة . . حتى ولو لم يقبل بها العقل ، ويصدق بها الوجدان . . إن الإمام ( ع ) لو كان هو الحاكم ، والمتسلط لم يمت هذه الميتة ، بل كان مات على حسب ما اشتهى ، وبالكيفية التي أراد . . دعك من هؤلاء وأمثالهم ، فإنني لا أرى : أن كلاما كهذا يستحق من العناية أكثر من ذلك . . بل لا رأى أنه يستحق شيئا من العناية على الاطلاق . . دعك منه . . وذره لأهله في سنبله ! . وتعال معي لننظر إلى ما يقوله الآخرون ، ممن أرخوا للأمة ، وتحدثوا عن ماضيها ، فقد نجد في كلامهم ما ينقع الغلة ، ويشفي الغليل . .