العهد : " . وما زادني هذا الأمر ، الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا ، ولقد كنت في المدينة ، وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب ، ولقد كنت أركب حماري ، وأمر في سكك المدينة ، وما بها أعز مني . " [1] . ويكفي أن نذكر هنا قول ابن مؤنس - عدو الإمام ( ع ) ، وقد أسر ( ع ) للمأمون بشئ ، قال ابن مؤنس : " . يا أمير المؤمنين ، هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد دون الله " [2] . وفي الكتاب الذي طلب المأمون فيه من الرضا أن يجمع له أصول الدين ، وفروعه ، قال المأمون : إن الإمام : " حجة الله على خلقه ، ومعدن العلم ، ومفترض الطاعة . " [3] . كما أن المأمون كان يعبر عن الرضا ( ع ) ب : " أخيه " ، ويخاطبه ب " يا سيدي " . وكتب للعباسيين يصف الرضا ، ويقول : " . . وأما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسى ، بعد استحقاق منه لها في نفسه ، واختيار مني له . . إلى أن قال : وأما ما ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لأبي الحسن ، فما بايع له إلا مستبصرا في أمره ، عالما بأنه لم يبق على ظهرها أبين فضلا ، ولا أظهر عفة ، ولا أورع ورعا ، ولا أزهد زهدا في الدنيا ، ولا أطلق نفسا ، ولا أرضى في الخاصة والعامة ، ولا أشد في ذات الله منه . " [4] .
[1] البحار ج 49 ص 155 ، و ص 144 ، والكافي ج 8 ص 151 ، وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 167 . [2] البحار ج 49 ص 166 ، وأعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 138 ، وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 161 ، ومسند الإمام الرضا ج 1 ص 86 . [3] نظرية الإمامة ص 388 . [4] الرسالة مذكورة في أواخر هذا الكتاب .