" لتستقيم دولتكم " [1] ! ! . واعترف جعفر البرمكي بذلك أيضا [2] . وأبو مسلم نفسه نراه قد اعترف بمئة ألف منها أيضا في مناسبة أخرى [3] . وأما من قتلهم في حروبه مع بني أمية وقوادهم ، فقد أحصوا فوجدوا : ألف ألف وستمائة ألف [4] . وكل ذلك غير بعيد . إذا ما عرفنا أن ثورة أبي السرايا قد كلفت جيش المأمون فقط ( 200 ) ألف جندي ، كما سيأتي . وكذلك إذا ما لاحظنا ما يذكره المؤرخون عن عدد القتلى في الوقائع المختلفة ، التي خاضها أبو مسلم . وبعد هذا . فإننا نرى أبا مسلم نفسه يقول في رسالة منه للمنصور : " فوترت أهل الدنيا في طاعتكم ، وتوطئة سلطانكم . " ( 5 ) وفي رسالة أخرى منه له أيضا يقول : " . . إن أخاك أمرني أن أجرد السيف ، وآخذ بالظنة ، وأقتل على التهمة ، ولا أقبل المعذرة ، فهتكت بأمره حرمات حتم الله صونها ، وسفكت دماء فرض الله حقنها ، وزويت الأمر عن أهله ، ووضعته في غير محله . " ( 6 ) . يقصد ب " أهله " : أهل البيت ( ع ) ، وقد أوضح ذلك في رسالته
[1] طبيعة الدعوة العباسية ص 245 ، نقلا عن العيني في : دولة بني العباس والطولونيين والإخشيديين ص 30 ، فما بعدها . [2] تاريخ التمدن الإسلامي ج 2 / 435 ، نقلا عن : زينة المجالس ( فارسي ) . [3] تاريخ اليعقوبي ج 3 / 102 ، وتاريخ ابن خلدون ج 3 / 103 . [4] شرح قصيدة ابن عبدون لابن بدرون ص 214 ، وليراجع صبح الأعشى ج 1 / 445 أيضا . ( 5 ) البداية والنهاية ج 10 / 69 . ( 6 ) تاريخ بغداد ج 1 / 208 ، والبداية والنهاية ج 10 / 14 ، ولا بأس بمراجعة ص 69 . والنزاع والتخاصم ص 53 ، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة جلد 1 ج 2 / 533 .