responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 305


على أن عبد الله قام بتسديد ما على أبيه من ديون لبيت المال ، فقد أهملوا هذه الجهة ، ولم يعرضوا لها .
وعلى أي حال فان عبد الله لما أيقن بموت أبيه طلب منه أن يعين أحدا لمركز الخلافة ، ولا يهمل شؤون الأمة قال له :
" يا أبة استخلف على أمة محمد ( ص ) فإنه لو جاء راعي إبلك أو غنمك ، وترك إبله أو غنمه لا راعي لها ، وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة فكيف بأمة محمد ( ص ) ؟ فاستخلف عليهم " .
فنظر إليه نظرة ريبة وشك ، واندفع يجيبه :
" إن استخلف عليهم ، فقد استخلف أبو بكر ، وان أتركهم فقد تركهم رسول الله ( ص ) " [1] .
أما حديث عبد الله فقد كان حافلا بالوعي والمنطق ، فإنه ليس من الحكمة في شئ أن يهمل الرئيس شؤون رعيته ، من دون ان يعين لها القائد من بعده الذي يعني بأمورها السياسية والاجتماعية ، فان اهماله لهذه الجهة الخطيرة يعرضها للأزمات ، ويلقيها في شر عظيم ، وقد زعم عمر ان رسول الله ( ص ) لم يعن بالقيادة الروحية والزمنية من بعده ، ولم يعهد بأمره لاحد ، ولعل " الوجع " قد غلب عليه فأذهله ، وأنساه قيام النبي ( ص ) بنصب الامام أمير المؤمنين ( ع ) خليفة من بعده يوم " غدير خم " والزامه للمسلمين بمبايعته ، وكان عمر بالذات ممن بايعه ، وقال له : " بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " .
وعلى أي حال فان عمر قد فتكت به جراحاته ، وأخذ منه الألم القاسي مأخذا عظيما ، وقد جزع جزعا شديدا وأخذ يقول :



[1] مروج الذهب 2 / 217 .

305

نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست