responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 268


فقد مثلت أحزانها المرهقة على فراق أبيها الذي أخلصت له في الحب كما أخلص لها أبوها ، ولو صبت مصائبها الموجعة على الأيام لخلعت زينتها . . .
كما صورت هذه الأبيات الحزينة مدى منعتها وعزتها أيام أبيها فقد كانت من أعز نساء المسلمين شأنا وأعلاهن مكانة ، ولكنها بعدما فقدت أباها تنكر لها القوم ، وأجمعوا على الغض من شأنها ، حتى صارت تخضع للذليل ، وتتقى ممن ظلمها بردائها إذ لم يكن هناك من يحميها ، ولم تكن تأوي إلى ركن شديد .
وقد خلدت إلى البكاء والحزن حتى عدت من البكائين الخمس [1] الذين مثلوا الحزن والأسى في هذه الحياة ، وقد بلغ من عظيم وجدها على أبيها أن أنس بن مالك استأذن عليها ليعزيها بمصابها الأليم ، وكان ممن وسد رسول الله ( ص ) في مثواه الأخير فقالت له :
" أنس بن مالك ؟ " .
نعم يا بنت رسول الله " .
فقالت له وهي تلفظ قطعا من قلبها المذاب :
" كيف طابت نفوسكم أن تحثوا التراب على رسول الله ( ص ) " [2] .
وقطع أنس كلامه ، وطاش لبه ، وخرج وهو يذرف الدموع قد غرق في عالم من الأسى والشجون .
وألحت بضعة رسول الله ( ص ) على ابن عمها أمير المؤمنين أن يريها القميص الذي غسل فيه أباها رسول الله ( ص ) فجاء به إليها فأخذته بلهفة وهي توسعه تقبيلا وشما لأنها تجد فيه رائحة أبيها الذي غاب في مثواه ، ووضعته على عينيها ، وقلبها الزاكي يتقطع من ألم الحزن والأسى



[1] البكائون الخمس : آدم ويعقوب ، ويوسف ، وعلي بن الحسين وفاطمة ، جاء ذلك في بحار الأنوار 10 / 44 .
[2] سنن ابن ماجة ( ص 18 ) المواهب اللدنية للقسطلاني 2 / 382 .

268

نام کتاب : حياة الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست