responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 353


ما شوقتنا إليه تشوقنا أقبلنا كلنا على جيفة نأكل منها ولا نشبع ، وقد زاد بعضها على بعض فافتضحنا بأكلها ؟ واصطلحنا على حبها فأعمت أبصار صالحينا وفقهائنا [1] فهم ينظرون بأعين غير صحيحة ، ويسمعون بأذان غير سميعة ، فحيث ما زالت زالوا معها ، وحيث ما أقبلت أقبلوا إليها ، وقد عاينوا المأخوذين على الغرة كيف فجأ بهم الأمور ، ونزل بهم المحذور ، وجاءهم من فراق الأحبة ما يتوقعون ، وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون [2] فارقوا الدنيا وصاروا إلى القبور ، وعرفوا ما كانوا فيه من الغرور ، فاجتمعت عليهم حسرتان : حسرة الفوت وحسرة الموت [3] فاغبرت لها وجوههم ، وتغيرت ألوانهم ، وعرقت جباههم وشخصت أبصارهم ، فبردت أطرافهم وحيل بينهم وبين المنطق [4] وإن أحدهم لبين أهله ينظر ببصره ويسمع بأذنه .
ثم زاده الموت في جسده حتى خالط بصره فذهب من الدنيا معرفته ، وهلكت عند ذلك حجته ، وعاين هول امر كان مغطى عنه ، فأخذ لذلك بصره .
ثم زاده الموت في جسده حتى بلغت نفسه الحلقوم ، ثم خرج روحه من جسده فصار جسدا ملقى ببين أهله لا يجيب داعيا ولا يسمع باكيا .
فنزعوا ثيابه ثم غسلوه ثم وضئوه للصلاة ، ثم كفنوه إدراجا في أكفانه ، ثم حملوه إلى قبره فنزلوه حفرته ، ثم تركوه مخلى بمفظعات من الأمور [5] ، ثم المسألة من منكر ونكير



[1] وفي نهج البلاغة : ثم أرسلت داعيا يدعو إليها ، فلا الداعي أجابوا ولا فيما رغبت إليه رغبوا ولا إلى ما شوقت إليه اشتاقوا ! ! ! أقبلوا على جيفة افتضحوا بأكلها واصطلحوا على حبها . . .
[2] وفي نهج البلاغة : كيف نزيل بهم ما كانوا يجهلون ، وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون ، وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون ، فغير موصوف ما نزل بهم . . .
[3] وفي الخطبة الاستنفارية المتقدمة في وسط هذا الباب في الورق 55 / ب / : فاجتمعت عليهم خلتان : سكرة الموت وحسرة الفوت . . .
[4] وفي المعيار الموازنة ص 285 ط 1 : اجتمعت عليهم خلتان : سكرة الموت وحيرة الفوت ، فاغترت لها وجوههم وتغيرت لها ألوانهم وفترت لها أطرافهم . . .
[5] كذا في أصلي هاهنا ، وفي الخطبة الاستنفارية المتقدمة في وسط الباب : ثم حملوه حتى أتوا به قبره فأدخلوه [ فيه ] ثم انصرفوا عنه ، وخلوه بمفظعات الأمور ، مع ظلمة القبر وضيقه ووحشته . . . وفي المعيار والموازنة ص 286 ط 1 : فخلا في ظلمة القبر وضيقه ووحشته ، فذلك مثواه حتى يبلى جسده ويصير رفاتا ورميما . . .

353

نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست