responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 335


رهونهم فهم يعضون الأيدي حسرة وندامة على [ ما ] جمعوا [1] وأسفوا على ما فرطوا ، وزهدوا فيما كانوا فيه راغبين [ فتمنوا أن ] الذي كانوا يغبطون به ويحسدون عليه لم يكن [2] .
ثم لم يزل الموت بالمرء يزيده ويبالغ في جسده حتى خالط سمعه فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ، ولا يسمع بسمعه ، ويردد طرفه في النظر في وجه أهله وأحبابه ، يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع كلامهم ، وما زال الموت يزيده حتى خال عقله وصار لا يعقل بعقله ولا يسمع بسمعه ولا ينطق بلسانه ، ثم زاده الموت حتى خالط بصره فذهبت من الدنيا معرفته ، وهملت عند ذلك حجته [3] فاجتمعت عليه خلتان :
سكرة الموت وحسر الفوت ، فما زال كذلك حتى بلغت الروح الحلقوم ، ثم زاده الموت حتى خرج الروح من جسده [4] فصار جيفة بين أهله ، قد أوحشوا من جانبه [ وتباعدوا من قربه ] لا يسعد باكيا ولا يجيب داعيا [5] ثم أخذوا في غسله فنزعوا عنه ثياب أهل الدنيا ثم كفنوه فلم يوزروه [6] ثم ألبسوه قميصا لم يكفؤوا عليه أسفله ولم يزروه [7] ثم حملوه حتى أتوا به قبره فأدخلوه ثم انصرفوا عنه ، وخلوه بمفظعات الأمور [8] مع ظلمة القبر وضيقه ووحشته ، فذلك مثواه حتى يبلى جسده ويصير رفاتا ورميما ، حتى إذا بلغ الامر إلى مقاديره وألق آخر الخلق بأوله ، وجاء من الله وأمره ما يريد [ ه ] من أعادته وتجديد خلقه أمر بصوت من سماواته ، أما السماوات ففتقها وفطرها [9] وأفزع من فيها ، وبقي ملائكتها قائمة



[1] ما بين المعقوفين زيادة منا لتصحيح الكلام ، ولفظه : " جمعوا " رسم خطها غامض في أصلي .
[2] هذا هو الظاهر ، وفي لفظ أصلي غموض .
[3] لعل هذا هنو الصواب ، ورسم الخط في قوله : ( وهملت ) في أصلي غير واضح ، وكأنه يقرأ : " هتكت - أو - همكت " وهملت : أهملت .
[4] هذا هو الظاهر ، وفي + صلي : " حتى أخرج الروح من جسده . . . " . والجيفة : المنتنة من جسد ذي روح خرج الروح منه .
[5] ما بين المعقوفين مأخوذ من المختار : " 107 " من نهج البلاغة .
[6] كذا في أصلي ، وقوله : فلم يوزروه : لم يلبسوه الوزرة .
[7] ولم يزروه : لم يجعلوا له زرا يجمعه عليه ويحفظه .
[8] الباء في قوله : " بمفظعات الأمور " بمعنى إلى . والرفاة - بضم الراء - : المنكسر البالي . والرميم : البالي .
[9] فتقها : شقها وفصل بعضها من بعض . ونطر الشئ : شقها .

335

نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست