ويقين ، وعهد من نبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وكلا والله إن امرأ مكن من نفسه عدوه فهشم عظمه وفرى جلده لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت الأحشاء من صدره أنت فكن ذاك إن شئت فأما أنا فوالله لأعطين دون ذلك ضربا بالمشرفي يطير له فراش الهام والله يفعل ما يشاء [1] . وخطب عليه السلام عند استنفاره الناس لحرب معاوية فقال : الحمد لله رب العالمين أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أول كل شئ وآخره ومبدئ كل شئ ومعيده ، كل شئ خاشع له ، وكل شئ قائم به ، وكل شئ ضارع إليه [2] وكل شئ مشفق منه . خشعت له الأصوات وقامت بأمره [ الأرض و ] السماوات [3] وضلت دونه الاعلام وكلت دونه الابصار [4] سبحانه ما أعظم شأنه وأجل سلطانه أمره قضاء وكلامه نور ورضاه رحمة وسخطه عذاب . واسع المغفرة شديد النقمة قريب الرحمة . غنى كل فقير وعز كل ذليل وقوة كل ضعيف ومفزع كل ملهوف . يعلم ما تكن الصدور وما تخون العيون وما في قعر البحور وما ترخى عليه الستور [5] الرحيم بخلقه الرؤف بعباده على غنائه عنهم وفقرهم إله . من تكلم سمع كلامه ومن سكت علم ما في نفسه ومن عاش منهم فعليه رزقه ، ومن مات منهم فإليه مصيره [6] .
[1] وفي المختار : " 34 " من نهج البلاغة : فأما أنا فوالله دون أعط ذلك ، ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام ، وتطيح السواعد والاقدام ، ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء . [2] أي خاضه ، يقال : ضرع فلان إلى فلان - على زنة منع وبابه - : خضع وتذلل له . [3] ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها سياق الكلام . [4] ضلت فقدت . والاعلام : جمع علم - على زنة قلم - : العلامة التي تنصب في البراري والجبال لاهتداء التائهين . المنار . الجبل الشاهق . وكلت : عييت ووقفت . والابصار : جمع بصر . [5] ما تكن الصدور : ما تحفظه وتخفيه . وترخى عليه الستور : تعلق عليه ، كيلا يراه من يكره رؤيته له . والكلام مقتبس معنى عن قوله تعالى في الآية : ( 19 ) من سورة غافر : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) . [6] وفي المختار : ( 105 ) من نهج البلاغة : من تكلم سمه نطقه ، ومن سكت علم سره ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه .