استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغما لمعاطس [1] قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) [2] ويحهم ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) [3] . أما لعمر إلهك لقد لقحت ، فنظرة ريث ما تنتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وذعافا مقرا [4] فهنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غب ما أسسه الأولون ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا ؟ وطامنوا لفتنة جأشا [5] فيا حسرة بكم وقد عميت عليكم ( أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ) [7] ] .
[1] الذنابى : أربع ريشات للطائر بع الخوافي وهو ما يلي الذنب من الجناح . والقوادم : ما تقدم منه . و " العجز " معروف . والمعاطس - جمع المعطس على زنة مرهم ومجلس - : الأنوف . [2] ما بين النجمتين اقتباس من الآية : ( 12 ) من سورة البقرة : 2 . [3] ما بين النجمتين اقتبسته صلوات الله عليها من الآية : ( 35 ) من سورة يونس . [4] لقحت - على زنة علمت - : حملت . وفاعل " لقحت " فعلتهم أو فعالهم أو الفتنة . والنظرة - بفتح النون وكسر الظاء - التأخير . واسم يقوم مقام الانتظار . وهي إما مرفوع بالخبرية والمبتدأ محذوف كما في قوله تعالى في الآية : ( 390 ) من سورة البقرة : ( فنظرة إلي ميسرة ) أي فالواجب نظرة إلى ميسرة أو نحو ذلك . وأما منصوب بالمصدرية أي انتظروا أو انظروا نظرة قليلة . وهذا مختار أبي أحمد العسكري والصدوق . وريثما تنتج : قدر ما تنتج . واحتلبوا : احلبوا اللبن [ أي لبن تخاذلكم وفتنتكم ] واستدروه وطلاع القعب : ملؤه . والقعب : العس والقدح من الخشب يروي الرجل . أو هو القدح الكبير . والعبيط : الطري . والذعاف - بالذال المعجمة والزاي المعجمة أيضا على زنة عذاب - : السم الذي يقتل سريعا . قال المجلسي رفعا الله مقامه : ويحتمل أن تكون اللفظة " الزعاق " - بالقاف في آخرها ، لا بالفاء - بمعنى الماء الذي لا يطاق شربه ، وهو أنسب بقولها صلوات الله عليها : " ممقرا " - أي مرا . [5] غب كل شئ : عاقبته . و " نفسا " منصوب على التميز . و " الجأش " - على زنة الوحش - : القلب أي اجعلوا قلبكم مطمئنة لنزول الفتنة عليكم . ( 6 ) الصارم : القاطع . والهرج : الفتنة . والاستبداد بالشئ : التفرد به . والفئ : الغنيمة والخراج وما حصل للمسلمين من أموال الكفار بلا حرب . والزهيد : القليل . والحصيد : المحصود . [7] ما بين النجمتين اقتباس من الآية : ( 28 ) من سورة هود . ثم انا أشرنا إلى أن الخطبة المباركة رواها جماعة مسندة ، وأحبنا هاهنا أن نذكر سندين لها ، فنقول قال الصدوق - بعدما ساق الخطبة بسند في معاني الخبار ، ص 354 - : وحدثنا بهذا الحديث [ أيضا ] أبي الحسن علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني ؟ قال : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ، قال : حدثني محمد بن علي الهاشمي قال : حدثا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه لسلام قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه لسلام قال : فلما اشتدت علتها [ أي فاطمة ] اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار فقلن : كيف أصبحت يا بنت رسول الله من علتك ؟ فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم . . .