ويحهم أن زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، ومهبط الروح الأمين ، والطبن [1] بأمر الدنيا والدين ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) [2] . ما الذي نقموا من أبي الحسن ؟ نقموا والله نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته وتنمره في لذات الله [3] وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه لاعتقله [4] ولسار بهم سجحا لا يكلم خشاشه [5] ولا يتعتع راكبه ولا وردهم منهلا رويا فضفاضا ، تطفح ضفتاه [6] ولأصدرهم بطانا ، وقد تحيز بهم الري ، غير مستحل منه بطائل ، إلا بغمر
[1] كذا في أصلي غير أن محققه قال : كان في المصورة [ أي مصور نسخته ] : " والطبين " بدون نقط . أقول : ومثل المصورة في شرح ابن أبي الحديد . وفي معاني الأخبار : " ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي الأمين والطبين بأمر الدنيا والدين " . وفي أمالي الشيخ : ويحهم أنى زحزحوها عن أبي الحسن . . . فإنه قواعد الرسالة ورواسي النبوة ومهبط الروح الأمين والطبين . . . أقول : الظاهر من سياق الكلام أن الطبين بمعنى العلم ، ولكن لم أجد فيها عندي من كتب اللغة تفسير الطبين بمعنى العليم ، نعم ذكروا أن الطبن - على زنة الفرح - بمعنى العالم الفطن الحاذق . [2] ما بين النجمتين اقتباس من الآية : ( 15 ) من سورة الزمر . [3] وفي المطبوع من كتاب بلاغات النساء : وبالله لو تكافئوا على زمام نبذه [ إليه ] رسول الله . يقال : نقم زيد الامر على فلان - على زنة علم وضرب وبابهما - : أنكره عليه . كرهه أشد كراهة . وساق الكلام مساق كلام الشاعر في قوله : ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب وتنمره : تحمسه وغضبه في ذات الله . والوطأة - كضربة - : الآخذة الشديدة . [4] كذا في أصلي ، ولعله من قولهم : اعتقل الرمح : وضعه بين ركابه وساقه . ولكن في جميع المصادر الموجودة عندي : " لا عتقه . . . " قال العلامة المجلسي : ولعله بمعنى تعلق به . وتكافوا : كف بعضهم بعضا . [5] السجح - بضمتين - اللين السهل . ولا يكلم : لا يجرح . والخشاش بكسر الخاء : ما يجعل في أنف البعير ويشد به الزمام ، ولا يتعتع : لا يقلق . [6] كذا في أصلي . وفي غيره من المصادر : " منهلا نميرا . . . " والمنهل : محل ورود الماء من العين أو الشط أو غيرهما . والروي : كثير الرواء . والنمير : النافع . فضفاضا : واسعا . تطفح : تمتلأ حتى تفيض . ضفتاه : جانباه .