responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 163


بأنبياء الله ورسله صلى الله عليهم - ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) [ 144 / آل عمران : 3 ] .
إيها بني قيلة [1] أأهتضم تراث أبيه وأنتم بمرأى مني ومسمع ؟ تلبسكم الدعوة ، وتشملكم الحيرة ، وفيكم العدد والعدة و ، ولكم الدار ، وعندكم الجنن [2] ، وأنتم الألى بنخبة الله التي انتخب لدينه ، وأنصار رسوله صلى الله عليه ، وأهل الاسلام والخيرة التي اختار الله لنا أهل البيت فنابذتم العرب ، وناهضتم الأمم ، وكافحتم البهم ، لا نبرح نأمركم فتأتمرون ، حتى دارت لكم بنا رحا الاسلام ، ودر حلب الأيام وخضعت نعرة الشرك ، وخمدت نيران الحرب ، وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين [3] ، فأنى حرتم بعد البيان ، ونكصتم بعد الاقدام ، وأسررتم بعد التبيان ، لقوم نكثوا أيمانهم أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين [4] .
ألا قد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض ، وركنتم إلى الدعة ، فعجتم عن الدين ، ومججتم الذي وعيتم ، ولفظتم الذي سوغتم ( إن تكفروا أنتم ومن في بالأرض جميع فإن الله لغني حميد ) [5] .
ألا وقد قلت الذي قلته على معرفة مني بالخذلان الذي خامر صدوركم [6] ، واستشعرته قلوبكم ، ولكن قلته فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وبثة الصدر ، ومعذرة الحجة فدونكموها



[1] قيلة : هي قيلة بنت كاهل ، أم الأوس والخزرج . أأهتضم : أأظلم ويكسر علي حقي . والتراث : الميراث وأصل التاء فيه واو .
[2] وقريب منه جدا في بلاغات النساء وكشف الغمة . وفي شرح ابن أبي الحديد " تبلغكم الدعوة ويشملكم الصوت " قال المجلسي رحمه الله : تلبسكم - على بناء المجرد - : تغطيكم وتحيط بكم والدعوة المرة من الدعاء أي النداء كالخبرة - بالفتح - من الخبر - بالضم بمعنى العلم ، والجنن : جمع جنة ، وهي الدرع .
[3] والهرج : الفتنة والاختلاط . واستوسق : اجتمع وانضم .
[4] ما بين النجمتين اقتباس من الآية : ( 13 ) من سورة التوبة .
[5] ما بين النجمتين مقتبس من الآية ( 7 ) من سورة إبراهيم .
[6] خامر صدوركم : خالط صدوركم واستشعر قلوبكم أي صار لقلوبكم ، كالشعار أي الثوب الملاصق للبدن . والفيض في الأصل : كثرة الماء وسيلانه ، وفاض صدر فلان بالسر : باح به وظهره ، والمراد به هاهنا إظهار المضمر في النفس لا استيلاء الهم وغلبة الحزن ، وامتلائها بالفيض بحيث لا تسع النفس من تحمله فيسيل عنها قهرا كما يفيض الماء عن الاناء إذا ورد عليه فوق ظرفيته . والنفث بالضم شبيه بالنفخ ، وقد يكون للمغتاظ تنفس عال تسكينا لحر القلب واطفاءا لنائرة الغضب . والبث اظهار الشئ وإذاعته .

163

نام کتاب : جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) نویسنده : محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست