وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله ومكان أهلك ، ثم عدلوا بهذا الأمر عنكم ، وعلى رسلكم بني هاشم ، فإن رسول الله منا ومنكم . فاعترض كلامه عمر ، وخرج إلى مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الأمر من أصعب جهاته فقال : إي والله وأخرى أنا لم نأتكم عن حاجة إليكم ، ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم فانظروا لأنفسكم وعامتهم ، ثم سكت ) . انتهى . أقول : البراء بن عازب صحابي مجمع على جلالته وبطولته في معارك الإسلام قال الذهبي في سيره : 3 / 194 : ( البراء بن عازب بن الحارث ، الفقيه الكبير ، أبو عمارة الأنصاري الحارثي المدني ، نزيل الكوفة ، من أعيان الصحابة . روى حديثاً كثيراً ، وشهد غزوات كثيرة مع النبي ( ص ) ) . انتهى . وتدل شهادة البراء على أمور كثيرة ، من أهمها أن خلافة أبي بكر كانت بعيدة كل البعد عن النص النبوي ، وعن مشورة الأمة وحريتها ، وأنها كانت متزلزلة أياماً ، حتى غلبت فيها تهديدات قريش الطلقاء وإرهابهم ، وتخاذل الأنصار ! * *