الدولة العلمانية القرشية تؤسس فصل الدين عن الدولة كان ما تقدم كان في ظلامة الإسلام في شخص الخليفة أو رئيس الدولة الإسلامية المكلف من الله بتطبيق أهداف الإسلام ، وأحكام شريعته الربانية . لكن الأمر في السقيفة كان أبعد من شخص الخليفة وتطبيق الإسلام ! فقد جاء عملهم نسفاً لنظام الدولة الربانية ودولة النص الرسولي ، وتأسيساً لنظام دولة علمانية تدور بين قبائل قريش ، مقابلين بها جعل الله النبوة لبني هاشم ! إنه نظام حكم علماني بمنطق قبلي محض ، وفعلٌ بشريٌّ لا علاقة له بالوحي الإلهي والنص النبوي ، ولم يدَّع أحد من مؤسسيه استناده إلى نص النبي ( صلى الله عليه آله ) ! وتسميته خلافةً للنبي ( صلى الله عليه آله ) وتسمية رئيسه خليفة ، لا يغير منه شيئاً ولا يجعله نظاماً دينياً ! فالخليفة هنا لا تعني أكثر من البعدية الزمنية المحضة ، كما تصف شخصاً أو نظاماً بأنه خليفة لنظام سابق ، ولو كان مضاداً له ! وعليه ، فكل الحقوق التي افترضها القرشيون على المسلمين لخليفة نظامهم ، لا أساس لها في الإسلام ! وغاية ما يمكنهم أن يثبتوه له حق الحاكم الزمني على الرأي الفقهي القائل بوجوب طاعته في تنفيذ شريعة الإسلام ، وفي حدود ما سرط الناخبون عليه . هذا ، إذا انتخبوه بمحض إرادتهم بدون إجبار ! * *