وصلت في عصرنا الحاضر ؟ ! إن الموجة المعاصرة التي نشهدها ممن يكفروننا ويستحلون دماءنا ، تعود جذورها إلى المتوكل العباسي ! فهذا ( الخليفة ) هو الذي تبنى مذهب مجسمة الحنابلة المتعصبين ضد الشيعة ، وشكل ( ميليشيا ) في بغداد لمهاجمة مجالس عاشوراء ومنع الشيعة من إقامتها ! وسمى حزبه : أهل الحديث ، والمحدثين ، وأهل السنة ، وأهل السنة والجماعة ، بينما سماهم المسلمون : مجسمة الحنابلة ، والنواصب . ومما يدل على ذلك أن الذهبي روى سخرية البغوي الإمام المعروف ، من هذه التسمية التي خص المتوكل بها حزبه ، فقال في سير أعلام النبلاء : 14 / 449 : ( اجتاز أبو القاسم البغوي بنهر طابق على باب مسجد ، فسمع صوت مُسْتَمْلٍ فقال : من هذا ؟ فقالوا : ابن صاعد . قال : ذاك الصبي ؟ ! قالوا : نعم . قال : والله لا أبرح حتى أملي هاهنا ، فصعد دكةً وجلس ، ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد . ثم قال : حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون ! وحدثنا طالوت قبل أن يولد المحدثون ! وحدثنا أبو نصر التمار . . فأملى ستة عشر حديثاً ، عن ستة عشر شيخاً ، ما بقي من يروي عنهم سواه ) ! ! انتهى . ومعنى قول البغوي : ( ذاك الصبي . . حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون ! ) أن هؤلاء الصبيان المتسمَّيْن بالمحدثين ، إنما هم أحداث جمعهم المتوكل حول أحمد بن حنبل ، وجعله إماماً لهم ! فالمتوكل هو الذي حَنْبَلهم ، أي اتخذ لهم أحمد بن حنبل المروي أو الرازي أي الطهراني ، مولى بني ذهل ، إماماً ، فصار اسمه : الإمام أحمد ، ودعاه إلى سامراء وأقام له مراسم احترام وتجليل ، وأشاع الإعتقاد في العوام بكراماته ! وذات مرة مرضت جارية المتوكل المفضلة عنده من بين أربعة آلاف جارية ،