فأمر بهم عبد الله فشُدخوا بالعمد ، وبسطت البسط عليهم وجلس عليها ، ودعا بالطعام ، وإنه ليسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعاً ) ! ( شرح النهج : 7 / 128 - 127 ) . فلو استعمل عليٌّ هذا الأسلوب ، لكانت النتيجة القريبة أمبراطورية بني هاشم ! لكن لم يكن أثرٌ ولا خبرٌ عن مبادئ دين إلهي ، ولا قيم إنسانية ولا عربية ! ثم لا تسأل كيف سيلاقي علي ( عليه السلام ) ربه ونبيه وحبيبه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ! ! فهل هذا هدف علي ( عليه السلام ) ؟ كلا ثم كلا ، وحاشا لأصفى معدن إنساني من سلالة إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، ووصيِّ أكرم الخلق وسيد المرسلين ( صلى الله عليه آله ) ! وحامل لواء النبي ( صلى الله عليه آله ) لواء رئاسة المحشر يوم القيامة ، وقسيم الجنة والنار بأمره ! قال ( عليه السلام ) : ( والله قد دعوتكم عوداً وبدءً وسراً وجهاراً ، في الليل والنهار والغدو والآصال ، فما يزيدكم دعائي إلا فراراً وإدباراً ، أما تنفعكم العظة والدعاء إلى الهدى والحكمة ! وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم ، ولكني والله لا أصلحكم بإفساد نفسي ! ولكن أمهلوني قليلاً ، فكأنكم والله قد جاءكم من يحزنكم ويعذبكم ، فيعذبه الله كما يعذبكم ! إن من ذل المسلمين وهلاك الدين أن ابن أبي سفيان يدعو الأراذل والأشرار فيجاب ، وأدعوكم وأنتم الأفضلون الأخيار فتراوغون وتدافعون ، ما هذا بفعل المتقين ) . ( الغارات للثقفي : 2 / 624 ، وتاريخ اليعقوبي : 2 / 197 ) . 9 - أخبر النبي ( صلى الله عليه آله ) علياً ( عليه السلام ) بأن التناسب بين حالة الأمة ومن يتولى عليها قانونٌ وسنة إلهية ! فالهبوط الذي تشهده الأمم بعد أنبيائها ( عليهم السلام ) يعني أن كمية الخير ومعدله الكلي فيها ليس مرتفعاً لتستحق به أن يحكمها وصي نبيها ، فيجب أن يغلب على قيادتها من هو بمستواها أو دونه ! فقيادة النبوة فرضٌ على الأمة ، أما قيادة الإمامة فهي فرضٌ واستحقاق ! ( تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى