فرح معاوية وتأسفه لمقتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ! في نهج السعادة : 8 / 507 : ( ولما بلغ نعي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى معاوية فرح فرحاً شديداً . . . وفي رواية الراغب عن شريك أنه كان متكئاً فاستوى جالساً ، ثم قال : يا جارية غنيني ، فاليوم قرت عيني ) . انتهى . أقول : لكن العبارة المشهورة عن معاوية أنه لما بلغه مقتل علي ( عليه السلام ) تأسف على موت العلم والفقه بموته ! وكلا الروايتين طبيعيتان . أما فرحه وإقامته مجلس غناء وشراب فواضح ، لأن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان أكبر عقبة أمام مشروعه الدنيوي وهو إقامة إمبراطورية أموية ! وأما تأسفه على خسارة الأمة للعلم والفقه ، فهو تأسفٌ على خسارته هو لأنه كان كلما أشكلت عليه مسألة ، أو سأله عنها الروم والنصارى واليهود ، لجأ إلى علي ( عليه السلام ) وأرسل إليه بواسطة أحد وسأله عنها ! وكان علي ( عليه السلام ) يعرف ذلك ، لكنه يريد نصرة الإسلام وتطبيق شرع الله تعالى ، حتى لو استفاد منه معاوية ! ففي كتاب فتح الملك العلي للحافظ المغربي ص 74 : ( ذكر ابن عبد البر أنه كان يكتب فيما ينزل به ليسأل علي بن أبي طالب ، فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ) . ( الإستيعاب 2 / 463 ) . وذكر السيد الأمين في عجائب أحكام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ص 139 ، أن معاوية بعث رجلاً متخفياً ليسأل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن مجموعة مسائل مشكلة . وقال فقيه إيماني في آراء الخلفاء في الإمام علي ( عليه السلام ) ص 162 : ( أخرج الإمام مالك والشافعي ، وسعيد بن منصور بن شعبة المروزي ، وعبد الرزاق ، والبيهقي بإسنادهم جميعاً عن سعيد بن المسيب قال : إن رجلاً من أهل الشام يقال له ابن