responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 465


وقويَ صبرك ، وعظم جهادك ، وظفرتَ برأيك ، وربحتْ تجارتُك ، وقد قَدِمتَ على خالقك ، فتلقاك الله ببشارته ، وحفتك ملائكته ، واستقررت في جوار المصطفى ، فأكرمك الله بجواره ، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى ، وشربت بكأسه الأوفى . فأسأل الله أن يمن علينا باقتفاء أثرك ، والعمل بسيرتك ، والموالاة لأوليائك والمعاداة لأعدائك ، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك ، فقد نلت ما لم ينله أحد ، وأدركت ما لم يدركه أحد ، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده ، وقمت بدين الله حق القيام ، حتى أقمت السنن وأبرت الفتن ، واستقام الإسلام وانتظم الإيمان ، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام .
بك اشتد ظهر المؤمنين ، واتضحت أعلام السبل وأقيمت السنن ، وما جُمع لأحد مناقبُك وخصالُك ، سبقتَ إلى إجابة النبي ( صلى الله عليه آله ) مُقدِماً مؤثراً ، وسارعت إلى نصرته ، ووقيته بنفسك ، ورميت بسيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر ، وقصم الله بك كل جبار عنيد ، وذلَّ بك كل ذي بأس شديد ، وهدم بك حصون أهل الشرك والبغي والكفر والعدوان والردى ، وقتل بك أهل الضلال من العدى ، فهنيئا يا أمير المؤمنين ، كنت أقرب الناس من رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، وأولهم سلماً ، وأكثرهم علماً وفهماً .
فهنيئاً لك يا أبا الحسن ، لقد شرف الله مقامك ، وكنت أقرب الناس إلى رسول الله نسباً ، وأولهم إسلاماً ، وأكثرهم علماً ، وأوفاهم يقيناً ، وأشدهم قلباً ، وأبذلهم لنفسه مجاهداً ، وأعظمهم في الخير نصيباً ، فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك ، فوالله لقد كانت حياتك مفاتح للخير ومغالق للشر ، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ، ومغلاق كل خير ، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة ! ! ثم بكى بكاء شديداً

465

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست