responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 445


مقادير الله تعالى لرسوله وعترته ( صلى الله عليه آله ) قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إن العرب كرهَتْ أمر محمد ( صلى الله عليه آله ) وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته ، ونفَّرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ! وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ) ! ( شرح النهج : 20 / 298 ) .
لكن الله تعالى شاء أن يحفظ مكانة نبيه ( صلى الله عليه آله ) ، فلا تقتله قريش طمعاً في ملكه ، ولا ترتد عليه في حياته ، وأن يتحمل نكسة الأمة من بعده وصيه علي ( عليه السلام ) !
وكذلك الأمر في عليٍّ ( عليه السلام ) فقد رتبت قريش ضده السقيفة ، وأجبرته أن يبايع صاحبها ، وبعد خمس وعشرين سنة نقمت الأمة على حكم قريش حيث استأثر عثمان الأموي بمقدراتها وأساء الاستئثار ، فثار عليه بقية الصحابة والأمة وقتلوه ، وتوجهوا إلى علي ( عليه السلام ) وبايعوه بالخلافة ، فبدأ علي ( عليه السلام ) مشروعه في إعادة العهد النبوي ، واستجابت له الأمة فعملت معه فيه ، حتى نفد مخزونها في الجهاد ، وصارت بين يديه كالتراب !
وفي المقابل أخذت الموجة القرشية الجديدة بقيادة معاوية تلاقي استجابة من الأمة ! وكانت خطط دهاة قريش والعرب : معاوية ، وعمرو العاص ، والأشعث والمغيرة بن شعبة ، أن يجبروا علياً ( عليه السلام ) على تسليم الخلافة إلى معاوية ، أو يعتقله المنافقون في صفين ، أو العراق ، ويسلموه إلى معاوية ، فيكون أسير معاوية وعبده ، وربما منَّ عليه معاوية وأطلقه جزاءً لأسر النبي ( صلى الله عليه آله ) أبا سفيان وزعماء قريش عند فتح مكة ومنه عليهم بالحياة ، فتكون واحدة بواحدة !
لكن حكمة الله تعالى شاءت أن تبقى شخصية علي ( عليه السلام ) محفوظة ، ومشروعه لإعادة العهد النبوي مصوناً في ضمير الأمة وتاريخها ، وأن يتحمل انهيار الأمة

445

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست