responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 422


وصم ذوو أسماع ! أتلو عليكم الحكمة وأعظكم بالموعظة الشافية الكافية ، وأحثكم على الجهاد لأهل الجور ، فما آتي على آخر كلامي حتى أراكم متفرقين حلقا شتى ، تتناشدون الأشعار وتضربون الأمثال ، وتسألون عن سعر التمر واللبن !
تبَّت أيديكم ، لقد سئمتم الحرب والاستعداد لها ، وأصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها ، شغلتموها بالأباطيل والأضاليل والأعاليل ! ويحكم ، أغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا ! وأيم الله ما أظن أن تفعلوا حتى يفعلوا ثم وددت أني قد رأيتهم فلقيت الله على بصيرتي ويقيني واسترحت من مقاساتكم ومن ممارستكم ! فما أنتم إلا كإبل جمة ضل راعيها ، فكلما ضمت من جانب انتشرت من جانب . كأني بكم والله فيما أرى ، لو قد حمس الوغى واستحر الموت ، قد انفرجتم عن علي بن أبي طالب انفراج الرأس وانفراج المرأة عن ولدها ، لا تمنع يد لامس ! ! قال الأشعث بن قيس الكندي : فهلا فعلت كما فعل ابن عفان ؟ !
فقال علي ( عليه السلام ) : يا عرف النار ، أوَ كما فعل ابن عفان رأيتموني فعلت ؟ أنا عائذٌ بالله من شر ما تقول ! يا ابن قيس والله إن الذي فعل ابن عفان لمخزاةٌ لمن لا دين له ولا الحق في يده ، فكيف أفعل ذلك وأنا على بينة من ربي وحجته في يدي والحق معي ؟ والله إن امرءً مكَّن عدوه من نفسه حتى يجزَّ لحمه ويفري جلده ويهشم عظمه ويسفك دمه ، وهو يقدر على أن يمنعه ، لعظيم وزره وضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره ! فكن أنت ذلك يا ابن قيس فأما أنا فدون والله أن أعطي بيدي ضربٌ بالمشرفي تطير له فراش الهام ، وتطيح منه الكف والمعصم ويفعل الله بعد ما يشاء . ويلك يا بن قيس ، المؤمن يموت بكل موتة غير أنه لا يقتل نفسه ، فمن قدر على حقن دمه ، ثم خلا بينه وبين قاتله ، فهو قاتل نفسه . . .
فقال الأشعث بن قيس وغضب من قوله : فما يمنعك يا ابن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما ، أن تقاتل وتضرب بسيفك ؟ وأنت لم تخطبنا خطبة منذ كنت قدمت العراق إلا وقد قلت

422

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست