responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 420


والفساد في الأرض ! وأنتم على ما كان منكم من تواكل وتخاذل خير منهم وأهدى سبيلاً ، منكم الفقهاء والعلماء والفهماء ، وحملة الكتاب والمتهجدون بالأسحار ، ألا تسخطون وتنقمون أن ينازعكم الولاية السفهاء البطاء عن الإسلام ، الجفاة فيه ؟ !
إسمعوا قولي يهدكم الله إذا قلت ، وأطيعوا أمري إذا أمرت ، فوالله لئن أطعتموني لا تغوون ، وإن عصيتموني لا ترشدون ! قال الله تعالى : أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ . وقال الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه آله ) : إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ، فالهادي بعد النبي ( صلى الله عليه آله ) هاد لأمته على ما كان من رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، فمن عسى أن يكون الهادي إلا الذي دعاكم إلى الحق ، وقادكم إلى الهدى ! خذوا للحرب أهبتها ، وأعدوا لها عدتها ، فقد شبَّت وأوقدت ، وتجرد لكم الفاسقون لكيما يطفئوا نور لله بأفواههم ، ويغروا عباد الله .
ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والجفاء ، أولى بالحق من أهل البر والإحسان والإخبات في طاعة ربهم ومناصحة إمامهم !
إني والله لو لقيتهم وحدي وهم أهل الأرض ما استوحشت منهم ولا باليت ، ولكن أسفٌ يريبني وجزعٌ يعتريني من أن يلي هذه الأمة فجارها وسفهاؤها ، فيتخذون مال الله دولاً ، وكتاب الله دغلاً ، والفاسقين حزباً ، والصالحين حرباً !
وأيم الله لولا ذلك ما أكثرت تأنيبكم وتحريضكم ، ولتركتكم إذ أبيتم حتى حمَّ لي لقاؤهم ، فوالله إني لعلى الحق ، وإني للشهادة لمحب ، وإني إلى لقاء الله ربي لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر ، إني نافرٌ بكم فانفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، ولا تثاقلوا في الأرض فتغموا بالذل ، وتقروا بالخسف ، ويكون نصيبكم الأخسر ! إن أخا الحرب اليقظان الأرق ، إن نام لم تنم عينه ، ومن ضعف أوذي ، ومن كره الجهاد في سبيل الله كان المغبون المهين .
إني لكم اليوم على ما كنت عليه أمس ، ولستم لي على ما كنتم عليه ، من تكونوا ناصريه أخذ بالسهم الأخيب ! والله لو نصرتم الله لنصركم وثبت أقدامكم ، إنه حقٌّ

420

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست