responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 412


يتخاذلان ، ومجتمعين لا يتفرقان . ولقد قبض الله محمداً نبيه ( صلى الله عليه آله ) ولأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا ، وما ألقيَ في روعي ، ولا عرضَ في رأيي ، أن وجه الناس إلى غيري ، فلما أبطأوا عني بالولاية لهممهم ، وتثبط الأنصار وهم أنصار الله وكتيبة الإسلام وقالوا : أما إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا أحق بها من غيره ! ( يقصد ( عليه السلام ) أن هذا كان أمراً غير معقول لا يتصور ، وإلا فقد أخبره النبي ( صلى الله عليه آله ) بما سيجري وصرح هو بذلك مراراً ) .
فوالله ما أدري إلى من أشكو ، فإما أن تكون الأنصار ظلمت حقها ، وإما أن يكونوا ظلموني حقي ، بل حقي المأخوذ وأنا المظلوم ، فقال قائل قريش : الأئمة من قريش ، فدفعوا الأنصار عن دعوتها ومنعوني حقي منها ! فأتاني رهطٌ يعرضون عليَّ النصر ، منهم ابنا سعيد ، والمقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، وسلمان الفارسي ، والزبير بن العوام ، والبراء بن عازب ، فقلت لهم : إن عندي من النبي ( صلى الله عليه آله ) عهداً وله إليَّ وصية لست أخالفه عما أمرني به ، فوالله لو خزموني بأنفي لأقررت لله تعالى سمعاً وطاعة ، فلما رأيت الناس قد انثالوا على أبي بكر بالبيعة أمسكت يدي ، وظننت أني أولى وأحق بمقام رسول الله ( صلى الله عليه آله ) منه ومن غيره ، وقد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش وجعلهما في جيشه ، وما زال النبي إلى أن فاضت نفسه يقول : أنفذوا جيش أسامة ، أنفذوا جيش أسامة !
فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن الإسلام تدعو إلى محو دين محمد وملة إبراهيم ( عليهما السلام ) ، خشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله ، أن أرى فيه ثلماً وهدماً تكون المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم ، التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم تزول وتنقشع كما يزول وينقشع السحاب ! فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتى زهق الباطل ، وكانت كلمة الله هي العليا ، وإن رغم الكافرون . . .
فوليَ أبو بكر فقارب واقتصد ، فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً ، حتى إذا احتضر قلت في نفسي ليس يعدل بهذا الأمر عني ، ولولا خاصةٌ بينه وبين عمر ، وأمرٌ كانا رضياه بينهما ، لظننت أنه لا يعدله عني ، وقد سمع قول النبي ( صلى الله عليه آله )

412

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست