تحريك معاوية موالي أبي بكر وعمر ضد علي ( عليه السلام ) ! كان معاوية يرى أن في أوساط المسلمين قبولاً لأبي بكر وعمر ، وأن علياً ( عليه السلام ) له موقف سلبي منهما ، لذلك عمل كل ما في وسعه لاستغلال هذه النقطة ! وسجلت مصادر السنة وأكثر منها مصادرنا ، أن الأشعث بن قيس رجل معاوية في الكوفة ، كان يعترض على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمام الناس في المسجد ، ويقطع خطبه وكلامه بأسئلته وإشكالاته ، ويثير موضوع أبي بكر وعمر بمناسبة ودون مناسبة ليعبئ الخوارج وغيرهم بالحقد على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لموقفه السلبي منهما ! ومن المعروف أن الخوارج كانوا يقدسون أبا بكر وعمر ويكفِّرون عثمان ومعاوية وعلياً ! وقد اشتهر مذهبهم القائل : ( نتولى الشيخين ونتبرأ من الصهرين ) ! نقرأ في الطبري : 4 / 56 : ( فجاءه ربيعة بن أبي شداد الخثعمي ، وكان شهد معه الجمل وصفين ومعه راية خثعم فقال له : بايع على كتاب الله وسنة رسول الله ( صلى الله عليه آله ) فقال ربيعة : على سنة أبي بكر وعمر ! قال له عليٌّ : ويلك لو أن أبا بكر وعمر عملا بغير كتاب الله وسنة رسول الله ( صلى الله عليه آله ) لم يكونا على شئ من الحق ! فبايعه فنظر إليه عليٌّ وقال : أما والله لكأني بك وقد نفرت مع هذه الخوارج فقتلت ، وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها ! فقتل يوم النهر مع خوارج البصرة ) ! انتهى . وينبغي أن نتساءل هنا : ما معنى أن يأتي الآن رئيس قبيلة يمانية كانت بايعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقاتلت معه في حربي الجمل وصفين ، ليجدد بيعته مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على شرط جديد هو : سنة أبي بكر وعمر ؟ ! لا سبب له إلا تحريك الأشعث وأمثاله من المنافقين عملاء معاوية ! وفي رواية ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 166 : ( فأبى الخثعمي إلا سنة أبي