ومن تاب فاقبل توبته . وأخبارك في كل حين بكل حال ، والصدق الصدق ، فلا رأي لكذوب . قال وحدث أبو الكنود أن جارية مر في طلب بسر فما كان يلتفت إلى مدينة ولا يعرج على شئ حتى انتهى إلى اليمن ونجران ، فقتل من قتل . وهرب منه بسر ، وحرَّق تحريقاً فسمي محرقاً ) . انتهى . وذكر المؤرخون أن أبا هريرة ساعد بسراً على ظلم أهل المدينة فنصبه والياً عليها من قبل معاوية ! ولما قدم جارية بن قدامة ( رحمه الله ) هرب منه أبو هريرة ! قال الطبري في تاريخه : 4 / 107 : ( وهرب بسر وأصحابه منه واتبعهم حتى بلغ مكة فقال لهم جارية : بايعونا ، فقالوا : قد هلك أمير المؤمنين فلمن نبايع ؟ قال لمن بايع له أصحاب علي ، فتثاقلوا ثم بايعوا . ثم سار حتى أتى المدينة وأبو هريرة يصلي بهم فهرب منه ، فقال جارية : والله لو أخذت أبا سنَّوْر لضربت عنقه ، ثم قال لأهل المدينة : بايعوا الحسن بن علي فبايعوه ، وأقام يومه ثم خرج منصرفاً إلى الكوفة ، وعاد أبو هريرة فصلى بهم ) ! . انتهى . ( ومثله في النهاية لابن كثير : 7 / 357 ) . * * ( 5 ) غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار في تاريخ الطبري : 4 / 103 : ( ووجه معاوية في هذه السنة سفيان بن عوف في ستة آلاف رجل ، وأمره أن يأتي هيت فيقطعها ، وأن يغير عليها ، ثم يمضى حتى يأتي الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها ، فسار حتى أتى هيت فلم يجد بها أحداً ثم أتى الأنبار وبها مسلحة لعلي تكون خمسمائة رجل وقد تفرقوا فلم يبق منهم إلا مائة رجل ، فقاتلهم فصبر لهم أصحاب علي مع قلتهم ، ثم حملت عليهم الخيل والرجالة فقتلوا صاحب المسلحة وهو أشرس بن حسان البكري في ثلاثين رجلاً ، واحتملوا ما كان في الأنبار من الأموال وأموال أهلها ، ورجعوا إلى