فكان على أهل دمشق يزيد بن أسد البجلي ، وعلى أهل فلسطين شمير الخثعمي وعلى أهل الأردن أبو الأعور السلمي ، ومعاوية بن حديج الكندي على الخارجة فلقيهم محمد بن أبي بكر بموضع يقال له المسنَّاة ، فحاربهم محاربة شديدة ، وكان عمرو يقول : ما رأيت مثل يوم المسناة ، وقد كان محمد استذمَّ إلى اليمانية فمايل عمرو بن العاص اليمانية ، فخلفوا محمد بن أبي بكر وحده ! فجالد ساعة ثم مضى فدخل منزل قوم خرابة ، واتبعه ابن حديج الكندي فأخذه وقتله ، وأدخله جيفة حمار ، وحرقه بالنار في زقاق يعرف بزقاق الحوف . وبلغ علياً ضعف محمد بن أبي بكر وممالأة اليمانية معاوية وعمرو بن العاص فقال : ما أُتيَ محمد من حرض ) ! انتهى . ومعناه لم تكن غلبة أعدائه عليه من ضعف في دينه أو عقله أو بدنه ، ولكنها المقادير . وفي الغارات : 1 / 285 : ( فلما بلغ ذلك عائشة أم المؤمنين جزعت عليه جزعاً شديداً ، وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ، وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها ، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها . . . عن أبي إسحاق : أن أسماء بنت عميس لما أتاها نعيُ محمد بن أبي بكر وما صنع به ، كظمت حزنها وقامت إلى مسجدها حتى تشخبت دماً ) . انتهى . وفي رواية تشخب ثدياها دماً ، وقد يفسر ذلك إن صحت الرواية بارتفاع ضغط الجسم من الحزن ! أما ( أم المؤمنين ) أم حبيبة بنت أبي