responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 386


اختارهم من أصحابه ، يشقُّ أمامهم صفوف مئة وعشرين ألفاً فيضرب بسيفه قدماً ويميناً وشمالاً يجدِّل الأبطال ويبري بسيفه الرماح ! حتى ولَّوْا فراراً وصاح الباقون منهم : ( آمنا يا ابن أبي طالب ) ! فكفَّ عنهم وأعطاهم الأمان على دمائهم وأموالهم ، وما بقي من كرامتهم !
وكما تجد أفق علي ( عليه السلام ) وحيويته على السواء في حالتي خوفه وأمنه ، كذلك تراه في فقره وغناه ! فعليٌّ الذي كان يجوع في شعب مكة فلا يجد القرص ، ويضطر في المدينة لاقتراض صاع شعير من يهودي ليطعم زوجته وأولاده . . هو عليٌّ الذي صار يملك بساتين واسعة عديدة في المدينة وذي الحليفة وينبع ، استبنط عيونها المتدفقة بعلمه ومعوله ، وغرسها ورباها حتى اشتبكت أشجارها وأينعت ثمارها ، فأوقفها في سبيل الله ، وأطعم أولاده منها كما يأكل الفقراء !
وهو نفسه الذي صار حاكماً لدولة مترامية الأطراف ، فكان يقول لعمَّاله حكام الولايات : ( ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به ويستضئ بنور علمه . ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه . . . ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القز ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع . أوَ أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرَّى ؟ ! ) .
العجب من عليٌ الذي كان مشغولاً بمراسم دفن النبي ( صلى الله عليه آله ) فرأى يد طلقاء قريش تخطف دولة الإسلام ، ووجد نفسه معزولاً مهدداً بالقتل مع بقية عترة النبي ( صلى الله عليه آله ) ! كيف بقي نفسه علياً الذي آمن بالنبي ( صلى الله عليه آله ) وعمل معه من صباه فكان عضده ووزيره فأرسى معه رسالةً ، وبنى أمةً ، وأسس دولةً ، ووهب لها كل وجوده وإخلاصه ! فلم يتغير همُّه ولا همته بإقصائهم له ، ولا اهتزَّ عالمه الذي

386

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست