عائشة تروي أن علياً ( عليه السلام ) أفضل الأمة ! فرح المسلمون بالآيات والمعجزات التي رأوها من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أمر الخوارج ، وخاصة بمقتل حرقوص بن زهير ، أو المخدج ، أو ذي الخويصرة ، أو ذي الثدية ، أو ذي الثندوة ، أو سفعة الشيطان ، أو شيطان الردهة ، أو شيطان الوهدة ، وكلها أسماء لحرقوص الذي كانوا رووا حديثه عن النبي ( صلى الله عليه آله ) وأنه وحزبه ( شرُّ الخلق والخليقة ) ! لكن بقي النصف الآخر من الحديث وأنه ( يقتلهم خير الخلق بعدي ، أو خير الخلق والخليقة وأقربهم إلى الله وسيلة ) ! فقد غصَّ به رواة الخلافة القرشية وتحيروا به ؟ ! فكيف يعترفون لعلي ( عليه السلام ) بأنه خير الخلق بعد رسول الله ( صلى الله عليه آله ) فيُدينون السقيفة وما تعبت قريش على إشاعته من أن أبا بكر وعمر وعثمان خير الخلق بعد النبي ( صلى الله عليه آله ) ؟ ! لكنهم في نفس الوقت يحتاجون إلى هذا الحديث في شرعية قتال الخوارج ، ليكون حجة لمعاوية ومن بعده في قتالهم إياهم ! لهذا السبب ، صرتَ تجد العجائب في مصادرهم ! فبعضهم يروي الحديث ، ويحذف نصفه الأخير ! وبعضهم يستبدل آخره بأن النبي ( صلى الله عليه آله ) قال : ( طوبى لمن قتلهم ) ! وبعضهم يستبدله بأن النبي ( صلى الله عليه آله ) قال : ( تقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق ) ! وبعضهم يبدل كلمة : خير الخلق بخيار الخلق ، حتى لا تختص بعلي ( عليه السلام ) ! وبعضهم يروي أن النبي ( صلى الله عليه آله ) وصف عبد الله بن مسعود بأنه أقرب الخلق وسيلة إلى الله ! فليس هذا الوصف لعلي ( عليه السلام ) ، أو ليس مختصاً به ! أما مَن يرويه كاملاً ، فتراه يُعْمِلُ معوله في تأويله ليفرغه من معناه ! وقد شاء الله تعالى أن تروي عائشة هذا الحديث كاملاً ! وأن يكون السبب أن عمرو بن العاص كذب عليها فكتب لها أنه هو قتل ذا الثدية بمصر وليس علياً ! ففي شرح النهج : 2 / 268 : ( وفي كتاب صفين أيضاً للمدائني عن مسروق ، أن