فقال فروة بن نوفل الأشجعي : والله ما أدرى على أي شئ نقاتل علياً ؟ ! لا أرى إلا أن أنصرف حتى تنفذ لي بصيرتي في قتاله أو اتباعه ! وانصرف في خمسمائة فارس حتى نزل البندنيجين والدسكرة . وخرجت طائفة أخرى متفرقين فنزلت الكوفة . وخرج إلى علي منهم نحو من مائة ، وكانوا أربعة آلاف . فكان الذين بقوا مع عبد الله بن وهب منهم ألفين وثمانمائة ، وزحفوا إلى علي وقدم على الخيل دون الرجال ، وصفَّ الناس وراء الخيل صفين ، وصفَّ المرامية أمام الصف الأول وقال لأصحابه : كفوا عنهم حتى يبدؤوكم ، فإنهم لو قد شدوا عليكم وجلهم رجال لم ينتهوا إليكم إلا لا غبين ، وأنتم رادون حامون . وأقبلت الخوارج . . . ثم تنادوا الرواح الرواح إلى الجنة ، فشدوا على الناس والخيل أمام الرجال ، فلم تثبت خيل المسلمين لشدتهم ، وافترقت الخيل فرقتين فرقة نحو الميمنة وأخرى نحو الميسرة ، وأقبلوا نحو الرجال ، فاستقبلت المرامية وجوههم بالنبل ، وعطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة ، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف ، فوالله ما لبثوهم أن أناموهم . ثم إن حمزة بن سنان صاحب خيلهم لما رأى الهلاك نادى أصحابه أن أنزلوا فذهبوا لينزلوا ، فلم يتقارُّوا حتى حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي ، وجاءتهم الخيل من نحو علي ، فأهمدوا في الساعة . . . حدثني عبد الملك بن أبي حرة أن علياً خرج في طلب ذي الثدية ، ومعه سليمان بن ثمامة الحنفي أبو جبرة ، والريان بن صبرة بن هوذة ، فوجده الريان بن صبرة بن هوذة في حفرة على شاطئ النهر في أربعين أو خمسين قتيلاً . قال فلما استخرج نظر إلى عضده فإذا لحم مجتمع على منكبه كثدي المرأة له حلمة عليها شعرات سود ، فإذا مدت امتدت حتى تحاذى طول يده الأخرى ، ثم تترك