حرب صفين ، ثم كان من قادة الخوارج الذين هددوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على قبول التحكيم ، ثم غيروا رأيهم بعد توقيع كتاب الهدنة ! وعندما رجعوا من صفين إلى الكوفة مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) اختلفوا هل يدخلون إلى الكوفة أم يبقون في معسكر خارجها ! فبقي بعضهم في النخيلة وهي المعسكر العام لأهل الكوفة ، ونشطوا لأكثر من سنة في تشكيل أنفسهم والدعوة إلى مذهبهم ، وعملوا بكل وسيلة لإبطال الهدنة قبل موعد التحكيم ، لكنهم اصطدموا بإصرار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على احترام عهده ، ولما أرسل أبا موسى إلى التحكيم في دومة الجندل ذهب بعضهم معه ، ورفضوا حيلة عمرو بن العاص في التحكيم كغيرهم من المسلمين . وكان المفترض فيهم أن يتفقوا مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأنه رفض مثلهم نتيجة التحكيم ودعا إلى مواصلة قتال معاوية ، لكن ذلك لم يُرض ( حضراتهم ) حتى يشهد علي ( عليه السلام ) والمسلمون على أنفسهم بالكفر ويتوبوا مثلهم ! ! وفي تلك الفترة اختارت طائفة منهم أن يتجمعوا في قرية حروراء قرب الكوفة فسموا الحرورية ، وخرجت طائفة أخرى من الكوفة راكبة رأسها تخبط الأرض ! كما وصفها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديثه لليهودي عندما سأله عما امتحنه الله به في حياة النبي ( صلى الله عليه آله ) وبعد وفاته ، وهو في الخصال ص 381 ، وسنورده إن شاء الله . قال الطبري : 4 / 46 : ( فنزل بها ( حروراء ) منهم اثنا عشر ألفاً ، ونادى مناديهم إن أمير القتال شبث بن ربعي التميمي وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري ، والأمر شورى بعد الفتح ، والبيعة لله عز وجل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) . * * وقد أرسل إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ابن عباس وذهب هو إليهم واحتج عليهم ،