قال موسى سمعت محمد بن كعب يقول : هو الذي قتله علي ذا الثدية ) ! انتهى . ( وهو حديث موثق على موازينهم رواه الدارقطني : 2 / 41 ، ومجمع الزوائد : 6 / 226 ، وغيرهما ) . فالذي يزايد على رسول الله ( صلى الله عليه آله ) في التدين ، ويرى أنه أعدل منه وأفضل منه ! إنما هو صاحب مشروع دنيوي ، لا يعرف رباً ولا نبياً إلا نفسه ! مهما ظهر تقياً ! ولذلك كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ينصحهم بأن لا يقاتلوا من أجل الدنيا ! قال الطبري في تاريخه : 4 / 52 : ( أتاه رجلان من الخوارج زرعة بن البرج الطائي وحرقوص بن زهير السعدي فدخلا عليه فقالا له : لا حكم إلا لله ! فقال علي : لا حكم إلا لله . فقال له حرقوص : تُبْ من خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا إلى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا . فقال لهم علي : قد أردتكم على ذلك فعصيتموني وقد كتبنا بيننا وبينهم كتاباً وشرطنا شروطاً وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا وقد قال الله عز وجل : وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الإيمان بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . فقال له حرقوص : ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه ! فقال علي : ما هو ذنب ولكنه عجز من الرأي وضعف من الفعل ، وقد تقدمت إليكم فيما كان منه ونهيتكم عنه . فقال له زرعة بن البرج : أما والله يا عليُّ لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله عز وجل قاتلتك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه ! فقال له علي : بؤساً لك ما أشقاك كأني بك قتيلاً تسفي عليك الريح ! قال : وددت أن قد كان ذلك ! فقال له علي : لو كنت محقاً كان في الموت على الحق تعزيةً عن الدنيا ! إن الشيطان قد استهواكم فاتقوا الله عز وجل ، إنه لا خير لكم في دنياً تقاتلون عليها ! فخرجا من عنده يحكِّمان ) . انتهى . وللإمام الصادق ( عليه السلام ) تعليل عميق لشجاعتهم ودعوتهم إلى المبارزة ، فقد سأله