عمار وأويس . . من أعلام الهدى التي وضعها النبي ( صلى الله عليه آله ) لأمته حاشا لرسول الله ( صلى الله عليه آله ) أن يدع أمته دون أن يبين لها طريق الهدى بعده ! فقد بيَّنه لها وأكد عليها أن طريق أمنها من الضلال منحصرٌ في اتباع عترته أهل بيته ( عليهم السلام ) ، وأكد وصيته لها بالثقلين القرآن والعترة ، في مواطن عديدة وأحاديث كثيرة ، وبشرها في حجة الوداع بأن الله حلَّ مشكلة القيادة فيها ، كما حلها في الأمم بعد إبراهيم ( عليه السلام ) فاختار من عترته ( صلى الله عليه آله ) اثني عشر إماماً ربانياً ، وخطب يوم الغدير ثم دعا علياً ( عليه السلام ) وأصعده معه على المنبر ورفع بيده ونصبه خليفةً من بعده ، وأعلن أن الولاية التي جعلها الله له هي لعلي ما عدا النبوة ! ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) . وأخبر أمته بأنها ستنحرف من بعده ، وتغدر بأهل بيته وتظلمهم وتقتلهم وتشردهم في البلاد ! وأن ذلك سيطول حتى تضعف الأمة فتتداعى عليها الأمم وتتغلب عليها ، حتى يبعث الله المهدي المنتظر من عترته فيعيد الحق إلى نصابه ، وينهي الظلم على الأرض بإذن ربه ، ويظهر الله به دينه على الدين كله ، فتمتد دولة العدل الإلهي إلى يوم القيامة ! ومضافاً إلى هذه الأعلام الصريحة التي نصبها النبي ( صلى الله عليه آله ) بأمر ربه ، وضع لأمته أعلاماً خاصة كثيرة ، اهتدى بها من كتب الله لهم الهداية من أجيالها . وكان من هذه الأعلام : عمار بن ياسر ، وأويس القرني ، رحمهما الله ، فقد روى الجميع أن النبي ( صلى الله عليه آله ) شهد بأنهما مع الحق ومن خالفهما مع الباطل والضلال ! * * أما أويس القرني فقد روى في الطبقات : 6 / 161 : ( قال رسول الله ( ص ) : خليلي من هذه الأمة أويس القرني . . . أن عمر قال لأويس : استغفر لي . قال : كيف أستغفر لك وأنت صاحب رسول الله ( ص ) ؟ قال : سمعت رسول الله ( ص ) : إن خير التابعين رجل يقال له أويس ) !