ليلة الهرير ويوم الهرير ذكر بعض الرواة أن مدة إقامة الجيشين في صفين مئة وعشرة أيام ، وأن الوقائع كانت تسعين وقعة ، لكن ذلك مبالغة ، فهو لا يستقيم إلا بأن يقصدوا مجموع سفرهم من أول مقدمة الجيش التي أرسلها علي ( عليه السلام ) . والظاهر أن الحرب استمرت اثني عشر يوماً فقط ، من يوم الأربعاء أول شهر صفر سنة 37 ، إلى ليلة الهرير ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر ، وفي صبيحتها رفع معاوية المصاحف داعياً إلى وقف القتال وتحكيم حكمين ! فقد كانت بيعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالخلافة يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة 35 هجرية ، وكان الزمن صيفاً في شهر حزيران . ( اليعقوبي : 2 / 176 ) . وكان ذلك بعد مقتل عثمان بستة أيام ، حيث قتل في الثامن عشر من ذي الحجة سنة 35 هجرية ( الطبري : 3 / 411 ) . بعد أن حاصره الصحابة والتابعون في دار الخلافة نحو شهرين ، طالبين من أن يخلع نفسه فلم يفعل . وبعد خمسة أشهر من بيعتهم لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أشعلوا ضده حرب الجمل في البصرة ، واستمرت سبعة أيام ، كان أولها يوم الخميس العاشر من جمادى الآخرة سنة 36 . ( التنبيه والإشراف ص 255 ) . وبعد معركة الجمل قرر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نقل العاصمة الإسلامية من المدينة إلى الكوفة ، فسار إليها من البصرة في يوم الاثنين 12 رجب سنة 36 ، ووصل إلى الكوفة يوم الاثنين 22 رجب ، واستقر بها شهوراً ، ثم توجه مع من استجاب له إلى صفين ، فوصلها في أواخر ذي الحجة ، ولم يقاتل في محرم لحرمته . أما في ذي الحجة فقد تكون حصلت مناوشات وقتال جزئي بين مقدمات