8 - آية انقلاب الأمة على أعقابها بعد رسولها ( صلى الله عليه آله ) ! قال الله تعالى في سورة آل عمران صلوات الله على نبينا وآله وعليهم : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ . وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ . وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شيئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) . ( آل عمران : 143 - 144 ) . وهاتان آيتان من أربعين آية نزلت في معركة أحُد ( آل عمران 139 - 179 ) يوم افتضح الصحابة وهربوا ! بعضهم عدواً متسلقين جبلَ أحد ، وبعضهم ركضاً إلى المدينة ! تاركين النبي ( صلى الله عليه آله ) لسيوف قريش ورماحها ! ولم يثبت معه ( صلى الله عليه آله ) إلا عليٌّ ( عليه السلام ) وأبو دجانة الأنصاري ، ونسيبة بنت كعب ! ثم اشتد الوطيس فاستشهد أبو دجانة ( رحمه الله ) وجرحت نسيبة ، فلم يبق معه إلا علي ( عليه السلام ) وحده ! وفي ذلك الوقت العصيب جاءت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من المدينة راكضة إلى المعركة كالصقر المنقضّ ، تواسي رسول الله ( صلى الله عليه آله ) بنفسها ، وتضمد جراحه ! واغتنمت قريش فرصة فرار الصحابة ! فركزت حملاتها لقتل النبي ( صلى الله عليه آله ) ، وعليٌّ ( عليه السلام ) يردها الواحدة تلو الأخرى ! وقد قاتل النبي ( صلى الله عليه آله ) في أول الأمر قتالاً شديداً ، رمياً بالقوس وضرباً بالسيف وطعناً بالرمح ، ثم عمل بأمر ربه فانتهى ( إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين ، فلم يلبث أبو دجانة إلا يسيراً حتى أثخن جراحة فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله ( صلى الله عليه آله ) فجلس إلى جنبه وهو مثخن لا حراك به . وعليًّ لا يبارز فارساً ولا راجلاً إلا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه ) ( البحار : 20 / 104 ، عن تفسير فرات ) . فأعطاه رسول الله ذا الفقار ، وكانت تأتي الحملة وأمامها فوج الرماح ، أو