responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 262


إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللتُ من مخالبك ، وأفلتُّ من حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحضك . أين القرون الذين غررتهم بمداعبك ؟ أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك ؟ ها هم رهائن القبور ومضامين اللحود . والله لو كنت شخصا مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني ، وأمم ألقيتهم في المهاوي ، وملوك أسلمتهم إلى التلف ، وأوردتهم موارد البلاء ، إذ لا ورد ولا صدر . هيهات من وطأ دحْضك زلق ، ومن ركب لججك غرق ، ومن ازْوَرَّ عن حبائلك وُفق ، والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه ، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه . أُعْزُبي عني ، فوالله لا أذلُّ لك فتستذليني ، ولا أسلس لك فتقوديني . وأيم الله يميناً أستثني فيها بمشيئة الله ، لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً ، وتقنع بالملح مأدوما ، ولأدَعَنَّ مقلتيَّ كعين ماء نضب معينها ، مستفرغة دموعها ! أتمتلئ السائمة من رعيها فتبرك ، وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ، ويأكل عليٌّ من زاده فيهجع ! قرَّتْ إذاً عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية .
طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها ، وعركت بجنبها بؤسها . وهجرت في الليل غمضها ، حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها ، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، وهمهمت بذكر ربهم شفاههم ، وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم : أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . فاتق الله يا ابن حنيف ، ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك ) . ( نهج البلاغة : 3 / 72 ) وعلى صعيد الثقافة : ألغى علي ( عليه السلام ) حظر تدوين السنة الذي فرضه أبو بكر وعمر وعثمان ، وأمر برواية السنة النبوية وتدوينها ، وشجع عليه . وأطلق ( عليه السلام ) للعلماء والطلبة البحث في تفسير القرآن ، وألغى المنع الذي فرضه عمر .
كما أبعد عن المسلمين مصادر الكذب والتخريب الثقافي ، من الحاخامات

262

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست