علي ( عليه السلام ) يعيد العهد النبوي ويضمِّد جراح العهد العثماني عمل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خلافته على جبهات متعددة ، بفعالية عجيبة ! فعلى صعيد نقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة : اتخذ إجراءات في تخطيط الكوفة وتنظيم مجتمعها ، وتعيين مسؤولين على أرباعها ، وكان يعقد الجلسات مع فقهائها وزعمائها ، ويتجول في مناطقها ، ويتفقد أسواقها ويوجه العاملين فيها . وعلى صعيد الحريات العامة : أعاد حريات المسلمين المصادرة بعد النبي ( صلى الله عليه آله ) وفي أولها حرية الرأي والتعبير ، والامتناع عن البيعة ، وحرية نقد الحكومة ونظام الحكم ورئيسه ، بل أعطى الحرية لمعارضيه الخوارج أن يتسلحوا ويتجمعوا في معسكرات ، وأعلن أنه لا يَنقص أحداً منهم من حقه في بيت المال ، ولا يتعرض لهم ، إلا إذا بدؤوا باعتداء ، أو قتال ! وعلى صعيد تقسيم الثروة : طبَّق ( عليه السلام ) عدالة العهد النبوي ، فساوى بين المسلمين في العطاء وفرص العمل ، وساوى بين نفسه وخادمه ، فكان يشتري قميصين ويعطي قنبراً أحسنهما ، لأنه شابٌّ والشاب يحب الزينة ! ( المناقب : 2 / 97 ) . وكان يقسم الغنائم ، وما في بيت المال حتى يفرِّغه ، ثم يصلي ركعتين ويقول : الحمد لله الذي أخرجني منه كما دخلته . ( المناقب : 1 / 364 ) . وعلى صعيد العمال والضمان الاجتماعي : طبق العدالة النبوية ، فشرع الضمان الاجتماعي من بيت المال ، وحكم به للمواطنين حتى اليهود والنصارى ، فقد رأى شيخاً كبيراً يستعطي فقال : ما هذا ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين نصراني . فقال ( عليه السلام ) : استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه ! أنفقوا عليه من بيت المال ) . ( التهذيب : 6 / 293 ، ونلاحظ أنه هذه البادرة من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الضمان الاجتماعي سرقها الرواة ونسبوها لعمر ! ) . وعلى صعيد تعيين ولاة الأمصار : قام باستبدال ولاة عثمان الأمويين ، وأصدر