الله وراء ظهرك ؟ ! فقالت : دعنا يا محمد وقل لصاحبك يحرسني ، وكان الهودج كالقنفذ من النبل ! فرجعتُ إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأخبرته بما جرى بيني وبينها وما قلت وما قالت ، فقال ( عليه السلام ) : هي امرأة والنساء ضعاف العقول ، فتول أمرها واحملها إلى دار عبد الله بن خلف ، حتى ننظر في أمرها . فحملتها إلى الموضع وإن لسانها لا يفتر من السب لي ولعلي ( عليه السلام ) والترحم على أصحاب الجمل ) ! ! وفي الأخبار الطوال ص 150 : ( قالوا : ولما رأى علي لوثَ أهل البصرة بالجمل ، وأنهم كلما كشفوا عنه عادوا فلاثوا به ، قال لعمار وسعيد بن قيس وقيس بن سعد بن عبادة والأشتر وابن بديل ومحمد بن أبي بكر ، وأشباههم من حماة أصحابه : إن هؤلاء لا يزالون يقاتلون ما دام هذا الجمل نصب أعينهم ، ولو قد عقر فسقط لم تثبت لهم ثابتة ، فقصدوا بذوي الجد من أصحابه قصد الجمل حتى كشفوا أهل البصرة عنه ، وأفضى إليه رجل من مراد الكوفة ، يقال له أعين بن ضبيعة فكشف عرقوبه بالسيف ، فسقط وله رغاء ، فغرق في القتلى ، ومال الهودج بعائشة ، فقال علي لمحمد بن أبي بكر : تقدم إلى أختك ، فدنا محمد ، فأدخل يده في الهودج ، فنالت يده ثياب عائشة ، فقالت : إنا لله ، من أنت ثكلتك أمك ، فقال : أنا أخوك محمد ! ونادى علي رضي الله عنه في أصحابه : لا تتبعوا مولياً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تنتهبوا مالا ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن . قال : فجعلوا يمرون بالذهب والفضة في معسكرهم والمتاع ، فلا يعرض له أحد إلا ما كان من السلاح الذي قاتلوا به ، و الدواب التي حاربوا عليها ، فقال له بعض أصحابه : يا أمير المؤمنين ، كيف حلَّ لنا قتالهم ولم يحلَّ لنا سبيهم وأموالهم ؟ ! قال علي رضي الله عنه : ليس على الموحدين سبي ، ولا يغنم من أموالهم إلا ما قاتلوا به وعليه ، فدعوا مالا تعرفون ، والزموا ما تؤمرون ) .