ورموا أصحاب علي صلوات الله عليه بالنبل . قالوا : يا أمير المؤمنين أما ترى النبل فينا كالقطر ، وقد قتلوا مسلماً . فقال لهم علي صلوات الله عليه : قاتلوهم ، فقد طاب لكم القتال ) . انتهى . الزبير ينسحب من المعركة ، ويُقتل في الطريق ! قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 91 : ( فخرج طلحة والزبير وعائشة ، وهي على جمل عليه هودج ، قد ضرب عليه صفائح الحديد ، فبرزوا حتى خرجوا من الدور ومن أفنية البصرة ، فلما تواقفوا للقتال ، أمر عليٌّ منادياً ينادي من أصحابه : لا يرمين أحد سهماً ولا حجراً ، ولا يطعن برمح ، حتى أعذر إلى القوم فأتخذُ عليهم الحجة . قال : فكلم علي طلحة والزبير قبل القتال ، فقال لهما : إستحلفا عائشة بحق الله وبحق رسوله على أربع خصال ، أن تصدِّق فيها : هل تعلم رجلاً من قريش أولى مني بالله ورسوله ، وإسلامي قبل كافة الناس أجمعين ، وكفايتي رسول الله كفار العرب بسيفي ورمحي ، وعلى براءتي من دم عثمان ، وعلى أني لم أستكره أحداً ، وعلى أني لم أكن أحسن قولاً في عثمان منكما . فأجابه طلحة جواباً غليظاً ورقَّ له الزبير . . الخ . قال : وذكروا أن الزبير دخل على عائشة فقال : يا أماه ما شهدت موطناً قط في الشرك ولا في الإسلام إلا ولي فيه رأي وبصيرة ، غير هذا الموطن فإنه لا رأي لي فيه ولا بصيرة ، وإني لعلى باطل ! قالت عائشة : يا أبا عبد الله ، خفت سيوف بني عبد المطلب ! فقال : أما والله إن سيوف بني عبد المطلب طوال حداد ، يحملها فتية أنجاد ! ثم قال لابنه عبد الله : عليك بحزبك ، أما أنا فراجع إلى بيتي ! فقال له ابنه عبد الله : الآن حين التقت حلقتا البطان واجتمعت الفئتان ؟ ! والله لا نغسل رؤوسنا منها ! فقال الزبير لابنه : لا تعد هذا مني جبناً ، فوالله ما فارقت أحداً في جاهلية ولا إسلام ، قال : فما يردك ؟