طلحة والزبير . . إلى العمرة . . أم الغدرة ؟ ! كل شئ صار جاهزاً ! فقد أعلنت عائشة الثورة على علي ( عليه السلام ) بشعار المطالبة بدم الخليفة الشهيد المظلوم عثمان ! والتحق بها بعض ولاة عثمان الذين عزلهم علي ( عليه السلام ) أو عرفوا أنه سيعزلون ، فتركوا ولاياتهم وجاؤوا بملايينهم ! وأخذت عائشة وطلحة والزبير يجمعون الرجال ، ويشترون السلاح والجمال ، ويتجمع الثائرون في مكة حول أم المؤمنين التي نصبت خيمة في حجر إسماعيل ولم يبق إلا أن يحضر القائدان الآخران طلحة والزبير من المدينة ، التي لا فائدة فيها للخارجين على علي ( عليه السلام ) لأن أهلها معه ! في خصائص الأئمة للشريف الرضي ص 61 : عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( لما قدم عبد الله بن عامر بن كريز المدينة لقي طلحة والزبير فقال لهما : بايعتما علي بن أبي طالب ! فقال : أما والله لا يزال ينتظر بها الحبالى من بني هاشم ، ومتى تصير إليكما ؟ ! ( أي سوف لا تخرج الخلافة من بني هاشم بل سيُنتظر بها المولود أن يولد ) ! أما والله على ذلك ( شهيد ) ما جئت حتى ضربت على أيدي أربعة آلاف من أهل البصرة كلهم يطلبون بدم عثمان ، فدونكما فاستقبلا أمركما ! فأتَيَا علياً فقالا له : إئذن لنا في العمرة ، فقال : والله إنكما تريدان العمرة وما تريدان نكثاً ولا فراقاً لأمتكما ، وعليكما بذلك أشد ما أخذ الله على النبيين من ميثاق ؟ قالا : اللهم نعم . قال : اللهم اشهد ، إذهبا وانطلقا ، والله لا أراكما إلا في فئة تقاتلني ) . * *