موجة ضد مؤامرة السقيفة ، وضعف أبو بكر وانكسر أمام خطبهم ، ولزم بيته ثلاثة أيام ، وأخذ يلوم عمر على توريطه في الأمر ، حتى أنه وآخرون من الحزب القرشي فكروا أن يعيدوا الخلافة شورى بين المسلمين ! لكن عمر وبخهم ودبَّر موجة لمصلحة الحزب القرشي ، فاتفق مع جماعة من البدو القريبين أن يدخلوا المدينة ويبايعوا أبا بكر ! قال الطبري في تاريخه : 2 / 458 : ( حدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي أن أسلمَ أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك فبايعوا أبا بكر ، فكان عمر يقول : ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر ) ! 15 - في يوم الجمعة الثانية لوفاة النبي ( صلى الله عليه آله ) خطب علي ( عليه السلام ) في مسجد النبي خطبته البليغة القوية المعروفة ب ( خطبة الوسيلة ) ! وكانت تأكيداً لإقامة الحجة على أهل السقيفة وغيرهم ، بيَّن فيها مقام النبي ( صلى الله عليه آله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) عند الله ، ويوم القيامة ، وواجب الأمة تجاههم . وجاء في مقدمتها قول الإمام الباقر ( عليه السلام ) لجابر بن يزيد الجعفي ( رحمه الله ) : إسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتك إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه ، فقال : الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده ، وحجب العقول أن تتخيل ذاته ، لامتناعها من الشبه والتشاكل ، بل هو الذي لا يتفاوت في ذاته ولا يتبعض بتجزئة العدد في كماله . . . ) الخ . وهي طويلة بليغة . ( الكافي : 8 / 18 ) . 16 أما مجئ الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) إلى المسجد ، وخطبتها القوية المشهورة ، فوقتها بعد أحداث السقيفة وهجومهم على بيتها وضربها وإسقاط جنينها ! وبعد أن أجبروهم على البيعة ، وشنوا عليهم حرباً اقتصادية لإفقارهم ، فحرموهم الخمس الذي لهم ، وصادروا منهم أوقاف النبي ( صلى الله عليه آله ) وهي سبعة بساتين وكانت بيدهم ، وصادروا منهم مزرعة فدك التي أعطاها النبي ( صلى الله عليه آله ) للزهراء ( عليها السلام ) عندما نزل