فسحة من الشارع مسقوفة سميت باسم جيرانها بني ساعدة الخزرجيين ، وكان سعد مريضاً نائماً فيها يزوره الناس ، فاختارها الحزب القرشي مكاناً للصفق على يد أبي بكر لوجود سعد وبعض الأنصار حوله ، فتركا جنازة النبي ( صلى الله عليه آله ) وأسرعا إلى السقيفة ، وفتحا الموضوع وناقشا سعداً ومن حضر ، فقال بعض الأنصار لا نبايع إلا علياً ، وقال بعضهم إن لم تريدوا علياً فالأنصار وسعد أولى منكم ، فبادر أبو بكر إلى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما ! فقال عمر لا نتقدم عليك ، وأخذ يده وصفق عليها هو ثم أبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة أشخاص من الأوس المضادين لسعد ! ولم يعيروا بالاً لاعتراض سعد بن عبادة زعيم الأنصار ! وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر التي بحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء وكانوا ألوفاً في المدينة ! وقد سمع عمر في أواخر خلافته أن بعضهم سيبادر بعد وفاته إلى الصفق على يد أحد وبيعته بالخلافة كما فعل هو في السقيفة ، فخطب ووصف بيعة أبي بكر بأنها كانت فلتة ونجحت ، وأصدر أمراً بقتل من بادر إلى مثلها ! ( البخاري : 8 / 25 ) ! 5 - اعترض سعد بن عبادة زعيم الأنصار وصاح رغم شدة مرضه ، وأدان تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده إلى بيته ! فاستولوا على السقيفة وجعلوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم ! 6 - ترك أبو بكر وعمر وكافة القرشيين الطلقاء جنازة النبي ( صلى الله عليه آله ) لعترته ، وعشيرته بني هاشم ! حتى أن مسجد النبي ( صلى الله عليه آله ) ومحيطه كان بعد وفاته ( صلى الله عليه آله ) شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم : أبو بكر ، وعمر ، وعائشة