responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 156


9 - يوم اشتد مرضها فجاءت نساء الأنصار والمهاجرين لعيادتها في معاني الأخبار للصدوق ص 354 : عن فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) قالت : ( لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها ، اجمتع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها : يا بنت رسول الله كيف أصبحت من علتك ؟ فقالت :
أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم ! لفظتهم قبل أن عجمتهم ، وشنأتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحد وخور القناة ، وخطل الرأي ، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون !
لا جرم لقد قلَّدَتْهم ربقتها وشنَّنَت عليهم عارها ، فجدعاً وعَقراً وسُحقاً للقوم الظالمين ! ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نقموا من أبي حسن ؟ ! نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عز وجل ! والله لو تكافُّوا عن زمام نبذه رسول الله ( صلى الله عليه آله ) لاعتلقه ، ولسار بهم سيراً سُجحاً ، لا يُكلم خشاشه ولا يُتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطاناً قد تخيَّر لهم الريَّ غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعة سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون !
ألا هلمَّ فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب وإن تعجب وقد أعجبك الحادث ، إلى أي سناد استندوا ؟ وبأية عروة تمسكوا ؟ استبدلوا الذنابى والله بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ! أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ . . أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ !
أما لعمري والله لقد لقحت ، فنظرةً ريثما تنتجوا ، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وزعافاً ممقراً ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غِبَّ ما أسس الأولون !

156

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست