شهيده ذنبه ، مُرِبُّ لكل فتنة ، هو الذي يقول كرُّوها جذعة بعد ما هرمت ، يستعينون بالضعفه ، ويستنصرون بالنساء ، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلتُ ، ولو قلتُ لبُحْتُ ، إني ساكت ما تركت . ثم التفت إلى الأنصار فقال : قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم ، وأحق من لزم عهد رسول الله أنتم ، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، ألا إني لست باسطاً يداً ولا لساناً على من لم يستحق ذلك منا . ثم نزل ! ) . انتهى . وقال في شرح النهج : 16 / 214 ، بعد نقل كلام أبي بكر هذا برواية الجوهري : ( قلت : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى بن أبي زيد البصري وقلت له : بمن يعرِّض ؟ فقال : بل يصرح . قلت : لو صرح لم أسألك ! فضحك وقال : بعلي بن أبي طالب . قلت : هذا الكلام كله لعلي يقوله ! قال : نعم ، إنه الملك يا بنيَّ ، قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بذكر عليٍّ فخاف من اضطراب الأمر عليهم ، فنهاهم . فسألته عن غريبه ، فقال : أما الرِّعة بالتخفيف ، أي الاستماع والإصغاء ، والقالة : القول ، وثعالة : اسم الثعلب علم غير مصروف ، ومثل ذؤاله للذئب ، وشهيده ذنبه أي لا شاهد له على ما يدعى إلا بعضه وجزء منه ، وأصله مثلٌ ، قالوا : إن الثعلب أراد أن يغري الأسد بالذئب ، فقال : إنه قد أكل الشاة التي كنت قد أعددتها لنفسك وكنتُ حاضراً ، قال : فمن يشهد لك بذلك ؟ فرفع ذنبه وعليه دم ، وكان الأسد قد افتقد الشاة . فقبل شهادته وقتل الذئب . ومُرب : ملازم ، أربَّ بالمكان . وكرُّوها جذعة : أعيدوها إلى الحال الأولى ، يعني الفتنة والهرج . وأم طحال : امرأة بغيٌّ في الجاهلية ويضرب بها المثل فيقال : أزنى من أم طحال ) . انتهى . * *