قال تعالى : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً . يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فلاناً خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنسان خَذُولاً . وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجوراً . وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عدواً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) . ( الفرقان : 27 - 31 ) . وقوله تعالى : ( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) جوابٌ على سؤال مقدر يقول : ما دام القانون الإلهي أن الله تعالى يجعل عدواً مضلاً مع النبي العادي من مجموع المئة وأربع وعشرين ألف نبي ( عليهم السلام ) ، فقد يعني ذلك أن يكون مع نبينا ( صلى الله عليه آله ) عشرة أعداء مجرمين ! فكيف يهتدي الناس ، وكيف ينتصر الرسول ( صلى الله عليه آله ) ؟ ! فكان الجواب الإلهي : هذا ليس من شأنكم بل من شأن الله تعالى : وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ، فالتعادل محفوظٌ مع وجود المضلين بقدر يحقق الهداية لقسم من الناس ، ويحقق النصر الآني أو المستقبلي للأنبياء ( عليهم السلام ) ، حسب الخطة الحكيمة ! * *